أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 19 يناير 2012 الساعة 58 : 12


مليكة البوعناني في حوار مع جريدة التجديد : الترسانة القانونية وحدها لا تكفي لوقف العنف الزوجي



أكدت الأستاذة مليكة البوعناني أن الأسرة لبنة مهمة في التجمعات البشرية يجب العناية بها وحمايتها، موضحة في حديث لصحيفة التجديد أسس بناء هذه العلاقة، وأهمية إبعاد الأطفال عن المنغصات والمشاكل التي تتخبط فيها هذه  المؤسسة. وتناولت نائبة رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية ما يروج من حديث ومقترحات حول معاقبة العنف الزوجي بالقانون معتبرة أن الترسانة القانونية وحدها لا تكفي. تفاصيل أخرى حول الأسرة المسلمة بين القول والعمل والالتزام بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم تجدونها في المقابلة التي ننشرها :

ما هي أهم أسس نجاح العلاقة الزوجية؟

الأسرة لازالت الوحدة الأصلية في البناء المجتمعي للتجمعات البشرية قاطبة، وهي الرافعة الأساسية للتطورات التي انتقلت بهذه التجمعات من مراحل إلى أخرى سواء كانت هذه التحولات اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية، ويعتبر نظام الزواج في الإسلام هو الإطار الأساسي لتكوين أو تأسيس أسرة وهي سنة كونية ، لضمان استمرارية الحياة وإعمار الأرض، وأي علاقة خارجة هذا الإطار هي محرمة شرعا. واعتبر الإسلام هذه العلاقة ميثاقا غليظا مقدسا يجب على الزوجين الحفاظ عليه.

أما أسس بناء العلاقة الزوجية فقد حددها الله عز وجل في رباط المودة والرحمة حيث قال سبحانه وتعالى" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ". هذه الآية هي الخيط الناظم للعلاقة بين الزوجين، هو الحب الذي يفضي إلى التماسك المعنوي والأمن النفسي والوجداني. من أسس العلاقة الزوجية كذلك الاحترام المتبادل، والتوازن في المطالبة بالحقّوق وأداء الواجبات في إطار من التكامل، فالزوج مكمل للزوجة وهي مكملة له. ومنها اعتماد عنصر الحوار والتداول في مقاربة كل المشاكل التي تعترض الحياة الزوجية لتفادي القطيعة وحالة الانسداد التي تؤزم العلاقة بين الزوجين، والصدق والصراحة لبناء الثقة بين الزوجين لأنها قاعدة أساسية في التعامل بين الزوجين وتحافظ على متانة العلاقة.

ما هو مفهوم المعاشرة بالمعروف بين الزوجين؟

المعروف هو فعل الخير والمعاشرة هي المصاحبة والمخالطة، ومن مقتضيات استمرار العلاقة الزوجية بدون صراعات، لابد من قانون المعاشرة بالمعروف ولهذا قال الله تعالى ‏"ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف"، أي التماثل والتوازن في الحقوق والواجبات، أن يؤدي كل واحد منهما ما عليه من حقوق لصاحبه بكل حب وإخلاص، ولهذا المعروف هو مسار التعاون والتراحم والتشاور والتشارك في أداء مسؤولية ومهام الأسرة، هي مصطلحات تصب في تحقيق معنى سامي للحياة الزوجية، المعاشرة بالمعروف تحقق حياة تكامل وتوافق، لا حياة صراع وندية. وهي إشارة إلى أن مسار الحياة الزوجية قد يتخللها مشاكل وصعوبات، لكن القاعدة القرآنية، والتوجيه الرباني يدعو إلى الرفق واللين في تدبير المشاكل، وإلغاء الذاتية واستحضار المصلحة العامة للأسرة، حتى تتمكن من أداء رسالتها، والقيام بأدوارها في المجتمع والحفاظ على مكوناتها بما يوافق منظومة القيم الإسلامية.

كيف تؤثر العلاقة بين الزوجين على استقرار الأسرة ؟

بالتأكيد أن الاستقرار الأسري رهين بمدى استقرار العلاقة الزوجية، وخاصة إذا تحدثنا عن الاستقرار النفسي للأبناء، بل أكثر من ذلك، فإن المجتمع يمكن أن يتأثر بتوتر العلاقة بين الزوجين لأن كلاهما عنصر تنمية وعطاء داخل دائرته.

مما لاشك فيه أن النزاعات والخلافات الزوجية التي تتطور في بعض الأحيان إلى درجة العنف أمام الأبناء، لها عواقب وخيمة على نفسية الأطفال، الذين يتأثرون بما يشاهدون من نزاعات، وعلاقة تحكمها أفكار تنافسية صراعية قد تتطور في بعض الأحيان فتفضي إلى تفكك أسري. وبذلك تتحول الأسرة الآمنة من محضن اطمئنان إلى مصدر خوف وإزعاج ورعب، ما يترتب على هذا التحول انعكاس سلبي على أدائهم الدراسي، ا ضطراب نفسى وتربوي. كما يفضي فيما بعد إلى سوء العلاقة مع الآباء، أو عزوف عن الزواج عند الكبر. بل قد تنتقل الحالة إلى الهروب والخروج من البيت فرارا من جحيم النزاعات الأسرية، والشوارع تتحدث عن هذه العينة التي تترصدها عصابات المخدرات أو شبكات الدعارة.

في طبيعة الحياة لا توجد حياة زوجية بدون مشاكل، هذا ضرب من الخيال.. فالرسول صلى الله عليه وسلم كانت تقع له مشاكل مع زوجاته، وسورة التحريم تحكي لنا ذلك، لكن المهم هو كيف ندبر ونستوعب هذه المشاكل دون إقحام الأبناء في تجليات هذه المشاكل وتطوراتها.

بالنظر إلى ارتفاع العنف الزوجي في المغرب، كيف يمكن التأسيس لعلاقة زوجية بدون عنف سواء منه المادي أو المعنوي؟

العنف الزوجي سلوك منحرف موجود في كل الثقافات، والعنف بشكل عام مستقبح في كل مناحي الحياة، وبالأحرى في العلاقات الزوجية جسديا كان أو نفسيا. ومن ثم فمعالجته تستدعي مقاربة شمولية تصحح الفكر وتقوم السلوك. لأن وضع ترسانة قانونية لمكافحة العنف أو مناهضته لا تكفي لوحدها .

المطلوب معالجة المشكل من أصوله الأولى على مستوى الأسرة بتنشئة وتربية الأبناء على أن "الدين المعاملة "، وأن الإسلام يدعو إلى الرحمة والعدل والإنصاف.. فالله سبحانه وتعالى قال" لا إكراه في الدين "، فكيف بنسج علاقات إنسانية بل وحماية ميثاق الزوجية.

تأسيس أسر بدون عنف زوجي أمر يستدعي أن نمتلك ثقافة أسرية ربانية فيها الرحمة والود، وتستلهم سيرة نبيها في حسن المعاشرة والمعاملة، قائمة على العطاء والحب المتبادل والعيش الكريم المشترك والتعاون على رعاية الأسرة.. مطلوب كذلك تعميق أسلوب الحوار الهادف وفلسفة الإنصات لحل المشكلات واحتواء مضاعفاتها، وعدم تأجيلها، مع إغلاق المواضيع التي تساهم في إذكاء الصراع والنزاع.

كثير من المسلمين يؤمنون بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان حسن المعشر مع زوجاته لكن عمليا لا نجد ما يؤمنون به حاضرا في حياتهم اليومية، فكيف يمكن استحضار المنهج النبوي في التعامل بين الزوجين في كل تفاصيل الحياة اليومية؟

مشكلة الأمة الإسلامية أنها تقول ولاتفعل، وتسمع ولا تعمل ، فالناظر لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاحظ كيف أسس لمنهج عملي في البناء الأسري في شقه الفعلي والقولي والتقريري، فعندما ندعو لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم علينا أن ننصره من خلال تطبيق سنتة واستحضار منهجه.

فالرسول كان منبع الحنان والمودة والرقة والرحمة التي قال بها الله عزوجل : فعلاقته بخديجة رضي الله عنها كانت مفعمة بهذه المعاني، يوم نزل عليه الوحي هرع إليها يطلب حضنها وثباتها ، وأشركها في البناء والتأسيس العقدي بمكة.

استشار زوجته أم سلمة في أخطر موقف سجل مع الصحابة نتج عن صلح الحديبية، فأشارت عليه فعمل بما قالت له صلى الله عليه وسلم.

كذلك نستحضر موقف الرسول الحكيم من عائشة عندما ضربت قصعة الطعام التي جاءت بها حفصة إلى الرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال" الطعام بالطعام والإناء بالإناء" لم يغضب ولم يعنف .. كذلك سألت عائشة : ما كان النبيّ يصنع في أهله؟ فقالت : كان في مهنة أهله فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة". ثم يؤسس لقاعدة أساسية في العلاقة الزوجية ويربط خيرية الرجل بمدى حسن علاقته مع زوجته " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي".. هذا هو منهج رسول الله الذي هو أسوتنا في الحياة، وهذه بعض تجليات مواقف الرسول مع أسرته. حاجتنا اليوم إلى إعادة تشكيل تصوراتنا وسلوكنا في ضوء نسق الرؤية الإسلامية، واستحضار المنهج النبوي في مسار حياتنا الأسرية من خلال التربية عليه، حتى تبقى مصدر السكينة والمودة، ومصدر تخريج جيل يكون رافعة للنهوض الحضاري لبلده

 

 






 هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم

ضغط هنـا للكتابة بالعربية

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



مليكة البوعناني في حوار مع جريدة التجديد : الترسانة القانونية وحدها لا تكفي لوقف العنف الزوجي

وفد من منتدى الزهراء للمرأة المغربية في زيارة للأسر المتضررة من الحركة الانتقالية

مليكة البوعناني تدعو الى لتسريع تفعيل الفصل 32 من الدستور

منتدى الزهراء للمرأة المغربية: التحرش الجنسي جرم في حق الفتاة المغربية

الحركة النسائية بالمغرب مطالبة بالنضال من أجل القضايا الحقيقية للمرأة

عزيزة البقالي رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية خلفا لبثينة قروري

مشاركة منتدى الزهراء في فعاليات الاتحاد الكاطالوني بإسبانيا

لقاء تواصلي بين منتدى الزهراء والمنتدى المغاربي للتعاون الدولي

شبكة منتدى الزهراء ومقاربة ظاهرة العنف ضد النساء

مشاركة منتدى الزهراء في المؤتمر السنوي لجمعية فرنسا التعدد

مليكة البوعناني في حوار مع جريدة التجديد : الترسانة القانونية وحدها لا تكفي لوقف العنف الزوجي

وفد من منتدى الزهراء للمرأة المغربية في زيارة للأسر المتضررة من الحركة الانتقالية

مليكة البوعناني تدعو الى لتسريع تفعيل الفصل 32 من الدستور

منتدى الزهراء للمرأة المغربية: التحرش الجنسي جرم في حق الفتاة المغربية

الحركة النسائية بالمغرب مطالبة بالنضال من أجل القضايا الحقيقية للمرأة

عزيزة البقالي رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية خلفا لبثينة قروري

مشاركة منتدى الزهراء في فعاليات الاتحاد الكاطالوني بإسبانيا

لقاء تواصلي بين منتدى الزهراء والمنتدى المغاربي للتعاون الدولي

شبكة منتدى الزهراء ومقاربة ظاهرة العنف ضد النساء

مشاركة منتدى الزهراء في المؤتمر السنوي لجمعية فرنسا التعدد