مؤتمر المنظمات الإنسانية والتنموية بالدوحة يطالب بصندوق عربي للإغاثة والطوارئ
– محمد لشيب / الدوحة
اختار المؤتمر العربي الأول للمنظمات الإنسانية والتنموية بالدول الأعضاء في جامعة الدول العربية الموازي للقمة العربية الحادية والعشرين منتدى الزهراء للمرأة المغربية لعضوية اللجنة المؤقتة التي أقرها في نهاية أشغاله بالدوحة الأسبوع الماضي لمتابعة توصياته، وتضم اللجنة إلى جانب المنتدى كل من الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ومؤسسة القذافي العالمية، واتحاد الأطباء العرب، وجمعية قطر الخيرية ومؤسسة العون المباشر، وسيعهد لهذه اللجنة متابعة التنسيق بين الهيئة القطرية للأعمال الخيرية الداعية للمؤتمر وجامعة الدول العربية.
واعتبرت الدكتورة سمية بن خلدون رئيسة منتدى المرأة المغربية أن هذا الاختيار يعد مكسبا هاما للمغرب تحقق خلال هذا المؤتمر الإنساني الأول من نوعه عربيا بمشاركة ما يفوق من 80 منظمة خيرية عالمية، مشيرة إلى أن هذه اللجنة ستقوم بمتابعة تنسيق الجهود بين المنظمات الإنسانية والتنموية العربية وجامعة الدول العربية.
وقد تميز المؤتمر العربي الأول للمنظمات الإنسانية والتنموية العربية بمشاركة كل من الدكتورة سمية بن خلدون عن منتدى الزهراء للمغربية المغربية والدكتور عبد الله الشرحي عن مؤسسة بسمة للأعمال الاجتماعية، إلى جانب قيادات المنظمات العربية الإنسانية والتنموية بالإضافة إلى عدد من الخبراء والمراقبين الدوليين، وقد ختم المؤتمر أشغاله الخميس الفارط بندوة تنسيقية للمنظمات المشاركة حول إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان الصهيوني الأخير، وبعد النقاش المستفيض والتداول العميق من خلال ورش العمل الثلاث والأوراق العلمية المقدمة، أصدر المشاركون في المؤتمر إعلان الدوحة الذي نص على جملة من التوصيات، موزعة على محورين، الأول حول العلاقة بين جامعة الدول العربية ومنظمات العمل الإنساني بالدول الأعضاء، والثاني بخصوص التحديات التي تواجه العمل الإغاثي والإنساني في الدول الأعضاء.
وطالب المؤتمر بدعم وتطوير سياسات وتشريعات ولوائح وآليات لتنظيم وحماية وتعزيز العمل الإنساني والتنموي بالدول الأعضاء. وأوصى بتأسيس صندوق عربي للإغاثة والطوارئ في جامعة الدول العربية لتمويل المشاريع والبرامج الإغاثية بالشراكة مع المنظمات الإنسانية.
وطالب بتبني إنشاء نظام طوارئ في إطار جامعة الدول العربية بما يمكنها من الاستجابة السريعة للحالات الإنسانية الطارئة مع الاستفادة من أجهزة ونظم الإنذار المبكر الدولية.ودعا للإسهام في جهود دعم قدرات المنظمات الإنسانية والتنموية عن طريق الدراسات والأبحاث والمعلومات والتدريب بناء على الخبرات والتجارب الدولية في هذا الشأن. وطالب بتيسير شروط الجامعة العربية الخاصة بمنح صفة مراقب للمنظمات غير الحكومية بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي وإعطائها الحقوق والتسهيلات اللازمة لذلك.
وأوصى بنشر وترسيخ ثقافة قيم العمل التطوعي والإنساني من خلال المناهج التربوية والتعليمية والوسائل الإعلامية.
وأوصى بالعمل على إيجاد اتفاقية عربية لحماية العاملين والمتطوعين في العمل الإنساني والتنموي. وقرر إنشاء لجنة دائمة في الجامعة العربية بمشاركة المنظمات الإنسانية والتنموية تعنى بشؤون التعاون وتنسيق وتطوير العمل الإنساني والتنموي. وطالب بإدراج قضايا العمل الإنساني والتنموي ضمن جدول أعمال القمم العربية العادية.
ودعا المشاركون في ما يخص التحديات التي تواجه العمل الإغاثي والإنساني في الدول الأعضاء إلى إنشاء إطار مؤسسي يعمل على تعزيز التنسيق والشراكة بين المنظمات الإنسانية والتنموية. وأكدوا على أهمية بناء قدرات المنظمات الإنسانية والتنموية بما يعزز مهنيتها وشفافيتها، والاهتمام بالدراسات والبحث العلمي.
وطالبوا بتطوير مدونة سلوك العمل الإنساني بما يوائم القيم والخصوصيات الثقافية للمنطقة العربية. وأوصوا بالاستفادة من الممارسات والتجارب العربية والدولية الناجحة والطاقات والخبرات العربية الموجودة في الخارج لترقية العمل الإنساني والتنموي. ودعا المؤتمر لإنشاء قاعدة بيانات للمنظمات الإنسانية والتنموية، ولرصد وتوثيق المساعدات الإنسانية العربية. وأكد على ضرورة الاهتمام بالقيادات الشبابية وإتاحة فرص التطور لها في العمل الإنساني والتنموي. ونبه إلى أهمية الحرص على عقد لقاء سنوي للمنظمات العربية الإنسانية متزامناً مع القمم العربية العادية.
طالب بإعداد تقرير عربي دوري شامل حول الوضع الإنساني والتنموي في الوطن العربي. واتفق المشاركون في المؤتمر على إنشاء لجنة مؤقتة لمتابعة التوصيات، وتضم اللجنة في عضويتها كلا من الندوة العالمية للشباب الإسلامي واتحاد الأطباء العرب ومنظمة القذافي العالمية وجمعية قطر الخيرية ومنتدى الزهراء للمرأة المغربية ومنظمة العون المباشر، وتقوم هذه اللجنة بالتنسيق مع الهيئة القطرية للأعمال الخيرية وجامعة الدول العربية.
وأقر المؤتمر رفع رسالة إلى ملوك ورؤساء وقادة الدول العربية في القمة الحادية والعشرين لجامعة الدول العربية المزمع انعقادها بالدوحة في أواخر مارس 2009 بواسطة صاحب السمو أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني باعتباره رئيساً للقمة العربية العادية القادمة.