دعت الدكتورة جميلة المصلي، الباحثة في قضيا المرأة والأسرة وعضو المكتب الإداري لمنتدى الزهراء للمرأة المغربية، إلى بلورة مواقف واضحة في قضايا المرأة مثل المشاركة السياسية والانخراط قي الحياة العامة وإسهام المرأة في التنمية وبناء الحضارة. معتبرة أن قضية المرأة هي قضية مجتمع ككل وليست شأنا نسائيا محضا، مبرزة أهمية الحوار والتواصل مع الحضارات الأخرى، وذلك بغية إبراز الصورة الحقيقية للمرأة المسلمة.
وفي ذات السياق، عبرت المتحدثة، في المؤتمر السابع لاتحاد الجمعيات الإسلامية المنعقد بكاطلونيا أيام 10 ـ 11ـ 12 دجنبر 2010 حول موضوع : "إسهام المرأة المسلمة في بناء المجتمع"، عن امتعاضها مما يقدمه الإعلام من صور نمطية عن المرأة، مبرزة خطورة الخطاب الذي يؤطر الفضائيات العربية، والذي من شأنه أن يكرس مفهوم تشييء المرأة واعتبارها الشيء المغري وما يستتبع ذلك من إلغاء للأدوار الاجتماعية والتنموية التي تقوم بها المرأة، معتبرة أن هذا هو الخط العريض الذي يقوم عليه الإعلام الغربي والذي يعمل على نشر الصورة السلبية التي تختزل الكثير من التشييء عن المرأة بكل الوسائل والإمكانيات.
وأبرزت جميلة مصلي أن المرأة عرفت طفرة نوعية وتقدما ملحوظا في العمل المدني والتحولات الاجتماعية والاقتصادية الدولية والوطنية التي جعلت من العمل المدني رهانا قويا وشريكا أساسيا في برامج التنمية وحقوق الإنسان، وهي كلها رهانات أبرزتها المنظمات النسائية من خلال انخراطها في العمل المدني لرفع التحديات التي تواجهها المرأة عموما. معتبرة أن هذا المجال ساهم بشكل قوي في ظهور الوعي النسائي في العالم العربي والإسلامي، فضلا عن انتشار التعليم عبر المؤسسات الحكومية، بالإضافة إلى تأسيس جمعيات وشبكات نسائية متعددة الاهتمامات، التي كانت من بين أهم المداخل إلى تحقيق مكاسب مهمة، كتغيير قوانين الأحوال الشخصية في العالم العربي ورفع نسبة المشاركة السياسية للمرأة وإثارة قضايا العنف والاضطهاد ضد النساء وغيرها من القضايا التي تقدح في صورة المرأة.
وأكدت المصلي، من خلال مداخلة أخرى حول موضوع "المرأة والمشاركة السياسية"، على عوائق المشاركة السياسية للمرأة والتي تتمثل في عوائق اجتماعية وثقافية وأخرى سياسية، وعوائق مرتبطة بالتنشئة الأسرية، واعتبرت الأسرة المحضن الأساس للبناء الديمقراطي. مشيرة إلى عوامل رفع نسبة المشاركة عن طريق اعتماد وسيلة الكوطا سواء على مستوى الدساتير أو التشريعات الوطنية أو المحلية أو في القوانين الانتخابية والأنظمة الحزبية.
كما دعت القيادية بمنتدى الزهراء للمرأة المغربية، النساء العربيات والمسلمات إلى ضرورة الانفتاح أكثر على المجتمعات التي تعيش فيها بالمهجر، مع ضرورة حرصها على تقديم صورة إيجابية عن المرأة المسلمة تعبر عن فعاليتها ووعيها الحضاري، بما تسهم في تصحيح الصورة السلبية التي تقدمها بعض المنابر الإعلامية "غير المسؤولة"، حسب المتحدثة، والتي "لا تحترم أخلاقيات المهنة"، معتبرة أن ذلك لن يكون إلا بمجهودات ذاتية تبذلها المقيمات بالدول الأوربية بشكل خاص وكذا باقي دول العالم، أقلها التمكن من لغة بلد الإقامة والتعبير بها في المنابر الإعلامية واستثمار مختلف المجالات للتعبير عن قضاياهن.
المحرر
|