المهرجان الوطني التضامني مع المرأة الفلسطينية

تحت شعار : " جميعا من أجل نصرة المرأة الفلسطينية "و تضامنا مع الشعب الفلسطيني الصامد في مواجهة حرب الإبادة الممنهجة التي يشنها ضده الكيان الصهيوني الغاصب وانسجاما مع الموقف المغربي الذي اعتبر دوما القضية الفلسطينية قضية وطنية، و تخليدا لليوم العالمي للمرأة، نظم منتدى الزهراء للمرأة المغربية يوم السبت 8 مارس 2008 بقاعة علال الفاسي – أكدال- الرباط.  مهرجانا تضامنيا وطنيا أطره نخبة من الفعاليات الوطنية والفلسطينية .   "سبحان الذي أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله ".بهذه الآيات البينات افتتح المهرجان الوطني التضامني الذي عرف حضورا جماهيريا حاشدا غطى جنبات قاعة علال الفاسي، و حيت سمية بنخلدون رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية صمود المرأة الفلسطينية و اعتبرت أن الاستجابة الواسعة لنداء المنتدى لجعل يوم 8 مارس يوم تضامن مع المرأة الفلسطينية دليلا على اللحمة الوثيقة التي تجمع المرأة المغربية بأختها الفلسطينية، وأكدت المتحدثة أن المرأة المغربية لن تسكت عن الفظائع التي ترتكب في حق المرأة و الطفل الفلسطيني و المدنين  العزل  من جهتها  استعرضت بثينة القاروري، عضو المكتب المسير للمنتدى مظاهر الحيف التي تتعرض لها المرأة المغربية من خلال تراجع الخدمات الصحية والاجتماعية وتزايد البطالة والأمية في صفوف النساء، وعدم احترام حقوق الإنسان المتمثلة في الطرد التعسفي الذي تتعرض له العديد من العاملات واعتبرت المتحدثة أنه "إذا تحدثنا عن بعض مظاهر معاناة المرأة المغربية بمناسبة البوم العالمي للمرأة، فإننا نخجل أمام أبشع صنوف المعاناة التي تعرفها المرأة الفلسطينية". وحيت بثينة صمود المرأة الفلسطينية، المدرسة الأولى التي ربت الأجيال وخرجت الشهداء ، ودعت  باسم اللجنة المنظمة للمهرجان كل الفصائل الفلسطينية إلى تأسيس حوار سياسي  من أجل تجاوز الفرقة والتوحد على برنامج أساسه المقاومة .   ومن جهته أكد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية على أنه " إن كان اجتماعنا من أجل المرأة الفلسطينية فإن هذا لا يعني أننا نغيب وضعية المرأة المغربية التي حققت العديد من الإنجازات لكنها ما تزال في وضعية مأساوية فكل تدهور في الوضعية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، تتضرر منها المرأة وتدفع الثمن، وهذه رسالة إلى الحكومة التي يجب أن تتوقف عن تسويق الأوهام فهناك وضعية مؤسفة تعكس مأساوية السياسات غير الراشدة وغير الرشيدة التي تنتهجها ". وفي مستوى آخر وجه الأمين العام للحزب رسالة " إلى الذين سكتوا عن المجازر في فلسطين نقول كفى من النفاق وكفى من التطبيل و التزمير كلما حصل أمر بسيط في دارفور مثلا لكن المواقف لا تكون في مستوى الفضاعات التي تحصل في فلسطين ولذلك ندعو الحكومة المغربية الراعية لأوقافنا بفلسطين أن تكون لها مواقف أكثر صلابة في ما يجري لأن التهديدات تمس المغاربة كما تمس الفلسطينيين من خلال استهداف حارة  المغاربة التي تعتبر وقفا للمغرب’’. وبعد ذلك تناولت الزهراء الكشاف، ممثلة القطاع النسائي الحركي، حيث أدانت السلوك الإجرامي للكيان الصهيوني الذي ليس بالشئ الجديد فقد عودنا منذ قيامه ، تقول الكشاف ،على حساب الشعب الفلسطيني ونسجل في المقابل أنه لم يستطع أن ينفذ مخططاته بفضل المقاومة الباسلة وكان للمرأة الفلسطينية دور كبير في الانتفاضة  وهنا نشير إلى ما قاله الرئيس الراحل ياسر عرفات "لن تموت الثورة الفلسطينية مادام جنين في بطن المرأة الفلسطينية". وأحب أن اذكر في هذا المقام بالمرأة الصحراوية، تضيف ممثلة القطاع النسائي الحركي، التي تعاني في مخيمات الذل والعار بالحمادة ومعاناتها هناك من جراء الحصار المفروض عليها ومن جراء فراق فلذات أكبادها الذين يهجرون نحو دول خارجية ليتشربوا ايديولوجيات فاشية ولهذا ندعو المنظمات الدولية والشرعية الدولية من أجل فك الحصار على أهالينا المحتجزين ورفع الظلم والحيف عليهم".     من جهته نبه عبد الإله بنكيران عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والاصلاح أمام أزيد من 3000 من الذين حجوا للمهرجان تضامنا مع المرأة الفلسطينية، من جعل مناسب 8 مارس محطة لتمييز المرأة عن الرجل وفق منطق الصراع والتضاد وإنما يقول بنكيران ’’هي مناسبة تتلاءم فيها المرأة بالرجل’’. ودعا بنكيران إلى تصحيح صورة المرأة  والرجل معا من خلال الدفاع عن الهوية السلمية والعقيدة القويمة، واستعرض بنكيران، دروس القادة الفلسطينين الذين ضحوا بأبنائهم في إطار لمقاومة الفلسطينية كالشهيد الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وخنساء فلسطين وإبن الزهار... وقد عرف المهرجان حضورا فلسطينيا متميزا بفضل المناضلة بشرى بركات التي ذكرت أن إرادة المقاومة لا تنكسر، فلا الذبابات و لا الطائرات تستطيع أن تقهرها، منبهة على أن هذا الشعب مقاوم وصبور، يتحدى الفقر والجوع والنار في سبيل الحق والكرامة، والمرأة الفلسطينية لها دور كبير في استمرار المقاومة، حيث تحرص المرأة على الإنجاب، وتربي الأجيال المقاومة، وتشارك في نصرة القضية بما تملك من قوة، مشددة على أن المرأة تعتبر شريكا أساسيا في كل مراحل النصر، ونضالها لا يرتبط بالجغرافيا المحدودة؛ بل تناضل داخل فلسطين وفي الشتات. وكشفت بشرى بركات زوجة أسامة الحسن ابن المناضل الفلسطيني سعيد الحسنن عن 350 طفل فلسطيني في السجون الاسرائيلية 8 بالمائة منهم من الاناث، وقالت بركات أن الشعب الفلسطيني الذي يجاهد بعقيدته، مستعد لتقديم أخر قطرة من دمه لتحرير فلسطين موضحة أن المحرقة التي أقسم أولمرت بتنفيذها أقسم قبله الفلسطينيون بإطفائها بدمائهم. وأوضحت بركات خلال المهرجان أن دور المرأة الفلسطينية لم يقتصر فقط داخل فلسطين، وإنما كان كذلك داخل الشتات. و أشارت السيدة بشرى بركات ممثلة للمرأة الفلسطينية إلى أن " أكثر من ستين عام والدماء الفلسطينية تسيل على أرض فلسطين في مقاومتها أبشع احتلال عرفه التاريخ "وأكدت بشرى بركات أنه" مهما طال الزمان فإن شوكة المقاومة لن تنكسر، فالصهاينة اقسموا أن يجعلوها نارا محرقة ونحن أقسمنا أن نطفئها بدمائنا." ويذكر أن المهرجان عرف حضورا جماهيريا كبيرا تفاعل مع فقراته ورفع عدة شعارات منددة بالعدوان الصهيوني ومساندة لغزة الصامدة، كما تخلله مساهمات شعرية ووصلات إنشادية لبراعم المستقبل، ثم مساهمة فنية للفنان المراكشي رشيد مسرور الذي تفاعل معه الجمهور الحاضر بقاعة علال الفاسي، ليُختتم المهرجان بعرض شريط يظهر شدة المأساة التي تكبدها الفلسطينيون في قطاع غزة جراء العدوان الصهيوني الغاشم، و تلاوة البيان الختامي.     لبيان الختامي لمهرجان " جميعا من اجل نصرة المرأة الفلسطينية"   في سابقة خطيرة من نوعها وأمام أعين المنتظم الدولي، تتعرض نساء وأطفال وشباب شعب فلسطين في غزة لمحرقة شنيعة من قبل عصابات الغدر الصهيوني، ذهب ضحيتها مئات الشهداء من الأطفال الأبرياء والنساء العزل. إن هذه الحلقة الجديدة في العدوان بقدر ما تكشف مرة أخرى عن همجية وعنصرية الاحتلال الصهيوني الغاصب، فهي تبرهن عن مدى استبسال الشعب الفلسطيني بقيادة نسائه وشبابه في طريقه إلى رسم ملامح فجر حرية واستقلال وطنه واستعادة عزة وكرامة أمته.  لكل ذلك فإننا في منتدى الزهراء للمرأة المغربية ومنظمة التجديد الطلابي ولجنة قضايا المرأة والأسرة بحزب العدالة والتنمية المشاركين في المهرجان الوطني التضامني المنظم بالرباط يوم السبت8 مارس2008 تحت شعار "جميعا من اجل نصرة المرأة الفلسطينية" ،إذ نهنئ نساء وشباب فلسطين على ما قدموه دفاعا عن أمتهم ومنافحة عن حياض وطنهم نعلن عما يلي : •  نستنكر بشدة المحرقة الصهيونية التي تتعرض لها غزة في خرق سافر لجميع المواثيق و الأعراف الدولية، وفي اعتداء همجي على أبسط مبادئ حقوق الإنسان. •  نعلن تضامننا المطلق و اللامشروط مع الشعب الفلسطيني البطل في الدفاع عن نفسه و مقاومة المحتل الصهيوني بجميع الأشكال الكفيلة بحماية حقوقه في الوجود وتحرير أراضيه وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. •  ندعو جميع القوى الحية وكل أحرار العالم إلى تكثيف المبادرات الداعمة للشعب الفلسطيني واتخاذ مختلف الأشكال النضالية لنصرته، والمطالبة برفع الحصار الظالم على قطاع غزة. •  نندد بالصمت الرهيب للمنتظم الدولي وندعو الأنظمة العربية إلى التلاحم مع نبض الشارع العربي والانتقال من لغة التنديد والاستنكار إلى تسجيل مواقف داعمة لمقاومة الشعب الفلسطيني، وقطع علاقاتها العلنية والسرية مع العدو الصهيوني. •  نهيب بالهيآت و الجمعيات النسائية و المنظمات الطلابية و القطاعات النسائية للأحزاب السياسية إلى جعل الثامن من مارس ـ اليوم العالمي للمرأة ـ يوما لنصرة المرأة الفلسطينية الصامدة، و إدانة كل المؤامرات التي تحاك ضدها.