حرارة الدعوى ضد مغتصب الأطفال بمراكش ترتفع ومنتدىالزهراء ينتصب طرفا مدنيا

قرر منتدى الزهراء للمرأة المغربية أن ينتصب طرفا مدنيا في الدعوى المرفوعة ضد الفرنسي الذي ارتكب جرائم الاغتصاب في حق أطفال المغرب بمراكش المتابع بناء على خلفية تصريحات الوزير الفرنسي "لوك فيري". وأكدت سعاد الزخنيني، المحامية بهيأة الرباط، التي ستمثل منتدى الزهراء في هذه القضية، أن منتدى الزهراء قرر في مكتبه أن ينتصب طرفا مدنيا من أجل محاكمة الفرنسي، بمعية جمعية ما تقيش ولدي، مفيدة أن المنتدى اتصل بالأطراف ذات العلاقة بالملف بمراكش ومنها الجمعية ذات المبادرة "ما تقيش بنتي"، وأضافت بأن الشكاية التي قدمتها الجمعية المذكورة قدمتها ضد مجهول رغم أن السلطات الإدارية والمنية بمراكش على علم باسم الشخص المتهم لأنها سبق أن قامت بالقبض عليه وتم إطلاقه بطرق غير واضحة. وأبرزت المتحدثة إلى موقع العدالة والتنمية، أنه حالما تتوصل شخصيا كمحامية بالملف ستنظر بمعية منتدى الزهراء في الشكاية عن الإجراءات القانونية للملف. كما أفادت أن ملف الفرنسي المتهم لا يزال بيد الوكيل العام ولم يؤشر حتى على رقم الملف لحد الآن. من جهتها أفادت بثينة قروري، رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية أن المنتدى الذي ترأسه سيعمل على مراسلة وزارة التنمية الاجتماعية ووزارة العدل لمعرفة مجريات الملف وتفاصيله مؤكدة أن المنتدى سيصر على التوصل بالمعلومات والمعطيات الكافية حول الملف باعتباره حق طبيعي للمنتدى الذي تمثله لأنه يهم كرامه الأطفال المغاربة وسمعة المغرب. وطالبت من جهة أخرى، القضاء المغربي بأن يشدد العقوبات في حق كل من ثبت أنه ارتكب جريمة الاغتصاب كما طالبت القضاء بعدم التمييز بين المجرمين سواء كانوا مغاربة أو أجانب، مشددة على ضرورة تجاوز عقلية التعليمات في حل عدد من الملفات القضائية ومنها ملفات جرائم الاغتصاب. وتجدر الإشارة إلى أن "جمعية ما تقيش ولدي" دعت إلى وقفات احتجاجية يوم الأحد 19 يونيو بكل من باريس ومدريد وكاليفورنيا احتجاجا على الجرائم التي انكشفت مؤخرا بمراكش في حق أطفال أبرياء، حيث أعلنت نجاة أنور، رئيسة الجمعية في تصريحات صحفية، أن الوقفات ستنظم أمام محكمة باريس وقنصلية فرنسا باشبيلية والقنصلية العامة لسان فرانسيسكو بكاليفورنيا، وأوضحت أن وقفة باريس تنظم بمساندة "لجنة دعم ما تقيش ولدي" بباريس، و"أصدقاء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" وجمعية "ذاكرة حية". وتهدف الوقفة حسب نجاة أنور إلى التنديد ب"السياحة الجنسية للأطفال"، و"رفع الحجاب عن الجرائم المرتكبة ضد الأطفال الصغار، باستغلال فقرهم وفقر عائلاتهم"، و"الدعوة مجددا العدالة المغربية والفرنسية إلى فتح تحقيق عاجل وشفاف وإدانة المتورطين وشركائهم". من جهته، أوضح مولاي مصطفى الراشدي المستشار القانوني لجمعية "ما تقيش ولدي"، في تصريحات صحفية مختلفة، أن ظاهرة الاستغلال الجنسي للأطفال تفاقمت نتيجة استغلال الظروف القاسية التي يعيشها الطفل المغربي، موضحا أن أول سبب لانتشار الظاهرة هي عدم الحماية الاجتماعية الناتجة عن التشرد والهدر المدرسي والتفكك الأسري، فضلا عن انتشار ظاهرة "دعارة القاصرين" التي تنتهك فيها أعراض الأطفال والفتيات بشكل يومي ومستمر، والتي يغذيها الفقر والجهل والأمية والبحث عن وسائل بديلة للحصول على المال، حيث يدفع الآباء والأمهات بأولادهم إلى عالم مجهول. واعتبر الراشدي أن الطفل المغربي كان وما زال في بعض الأحيان عرضة للتفقير المؤدي إلى هدر كرامته عن طريق الاستغلال الجنسي، وأن ما يعانيه من تهميش له ارتباطات أيضا بالسياسات والبرامج التي لم تضع محط أعينها نتائج وضع الطفل على هامش الثقافة والسياسة والاقتصاد "خارج مفكرة الحكومة". عبد اللطيف حيدة