احتشد مئات من المتظاهرين بمدخل ميناء مارينا سمير بتطوان زوال اليوم الخميس بعد منع السلطات الأمنية لهم بالدخول إلى الميناء للإحتجاج على رسو سفينة “نساء فوق الأمواج” الهولاندية التي كانت تعتزم القيام بعمليات إجهاض للفتيات المغربيات، فقد تفاجأت قوات الأمن بالأعداد الكبيرة من المتظاهرين الذين قدموا من تطوان وطنجة والدارالبيضاء والرباط والمضيق والفنيدق ومرتيل وطنجة وشفشاون والعرائش ومدن أخرى وكان من بينهم نواب برلمانيون وناشطون جمعويون ومراسلون لوسائل الإعلام الوطنية، حيث تسببوا في إحراج كبير للسلطات المحلية الذي كان من بينهم باشا المضيق الذي لم يجد سوى الصمت في مواجهة أسئلة المحتجين عن قانونية السماح لأفراد طاقم السفينة بالدخول للأراضي المغربية عبر ميناء مارينا سمير بتطوان.

ففي ظل غياب أي توضيح أو بيان من الحكومة المغربية بخصوص هذه السفينة، أكد عامل إقليم المضيق في اتصال مع أحد المسؤولين عن التنسيقية التي دعت للوقفة، أنه لم يتم السماح للسفينة الهولاندية بالرسو على أي ميناء تابع لدائرة سلطته، فقد استغرب العشرات من الشباب المتظاهرين ما صرح به مسؤول أمني بميناء مارينا سمير عن كون نبأ وجود السفينة الهولاندية بالمياه الإقليمية المغربية غير صحيح وأنه مجرد “خيال علمي” حسب تعبيره، مما دفع المتظاهرين إلى مساءلة مسؤولي الأمن عن كيفية دخول أفراد السفينة إلى الميناء وتحديهم للأمن بتوزيعهم لبيان يحرض على الإجهاض بتناول بعض العقاقير، ويستفز المتظاهرين، الأمر الذي أدى إلى حدوث مناوشات بين الطرفين تدخل الأمن على إثرها مُشكلا حاجزا أمنيا يفصل المتظاهرين عن أفراد السفينة الذين رافقهم صحفيون ومراسلون لقنوات أجنبية ودعمهم ناشطون من حركة “مالي” المغربية المعروف عنهم الدعوة إلى إباحة الإجهاض العمد وإطلاق الحريات الفردية بلا فرامل بما فيها الحرية الجنسية، والتحريض على الإفطار العلني في رمضان..

حنان الإدريسي المنسقة الوطنية لتنسيقية “الحق في الحياة” توعدت في كلمتها أثناء الوقفة الإحتجاجية أنه لن يتم السماح أبدا لرسو هذه السفينة على أي ميناء مغربي داعية كل المغاربة للتصدي لكل محاولة تهدف ضرب قيم وهوية المغاربة حسب قولها، الأمر نفسه أكد عليه الآمين بوخبزة النائب البرلماني السابق عن مدينة تطوان الذي استنكر في كلمة شديدة اللهجة تعامل الأمن مع أفراد السفينة من خلال الحماية التي وفروها لهم وهم يوزعون البيانات على المتظاهرين، وكانت من بين أقوى الكلمات في الوقفة كلمة عزيزة البقالي عضوة المكتب التنفيدي لحركة التوحيد والإصلاح ونائبة برلمانية سابقة التي كشفت عن ما أسمته مخطط القتل العمد الذي تضمنه البيان الذي وزعه أفراد السفينة الهولاندية على المتظاهرين والذي يدعوا النساء الحوامل إلى تناول جرعات أكبر من دواء يوجد في جل الصيدليات المغربية مما يتسبب في قتل الجنين في رحم أمه..

هذه الوقفة الإحتجاجية التي دعت لها الجمعية المغربية للحق في الحياة التي قدم ناشطوها من الرباط والبيضاء للتنديد برسو السفينة الهولاندية التي اعتبروا وجودها في المياه الإقليمية للمغرب مخالفا للدستور المغربي الذي يكفل الحق في الحياة والقوانين المغربية التي تجرم الإجهاض. كما ساندتها في هذه الوقفة تنسيقية تحمل اسم ” تنسيقية الحق في الحياة ” والتي تضم أكثر من 50 جمعية من هيئات المجتمع المدني بتطوان وضواحيها أبرزها حركة التوحيد والإصلاح ومنظمة التجديد الطلابي وجمعية الأمل النسائية الذين وجهوا دعوة عاجلة مساء البارحة لكل هيئات المجتمع المدني للمشاركة في الوقفة بعد تلقيهم خبر عزم السفينة الهولاندية الرسو بميناء مارينا سمير بتطوان.

وقد لوحظ وقوع مناوشات بين بعض المتظاهرين ورجال الشرطة بسبب سماح الأمن لأفراد السفينة بتوزيع بياناتهم وكذا الحماية التي وفرتها الشرطة لأفراد السفينة الذين دخلوا التراب المغربي عبر ميناء مارينا سمير بمساعدة من بعض أفراد حركة “مالي” المغربية التي وجهت الدعوة لهم بالحضور للمغرب.

وفي المساء لوحظ تحرك مريب لأفراد من حركة مالي مع رئيستهم المدعوة ابتسام لشقر الذين كانوا ينسقون في ميناء مارينا سمير مع حوالي 20 ناشطا أجنبيا من ركاب السفينة يتكلمون اللغات الإنجليزية والهولندية والفرنسية والعربية مدعومين بصحافيين، عندما كانت السفينة تحاول الاقتراب من رصيف الميناء قصد الرسو وصدها قارب لرجال الدرك.
كما لوحظ وجود فتيات يذرفن الدموع يبدو أنهن من المرشحات لعملية الإجهاض.
وقد صرح لنا أحد المشاركين في ” منسقية الحق في الحياة” قائلا: “نحن مصرون على القيام بوقفات يومية إذا اقتضى الأمر بالميناء المذكور حتى يتم جلاء طلائع هذا الاستعمار الجديد وربائبهم من الحركات العميلة التي تستقوي بالأجنبي لخدمة أجندات استعمارية لم تعد تخفى على أحد”
الشمال 24