شارك منتدى الزهراء للمرأة المغربية ممثلا بالدكتورة جميلة المصلي في ورشة عمل حول "تنمية القدرات المدنية في المنطقة العربية: دور منظمات المجتمع المدني" ، نظمتها جامعة الدول العربية بالتعاون مع شبكة القدرات المدنية وفريق القدرات المدنية التابع للأمم المتحدة، بجامعة الدول العربية، بالقاهرة يوم الخميس 13 -14 يونيو 2013، إلى جانب مجموعة من الخبراء من جامعة الدول العربية ومنظماتها ومن منظمات المجتمع المدني العربية وكذا خبراء من الأمم المتحدة ووكالاتها، وذلك في إطار تدعيم الشراكة بين الجهات الرسمية وجهات المجتمع المدني في موضوع بناء القدرات المدنية.
وقد ركزت د. جميلة المصلي في مشاركتها في هذا الاجتماع على تقديم تعريف مركز عن التجربة المغربية وتجربة منتدى الزهراء، وتأثر المجال المدني بالأوضاع السياسية والاستقرار السياسي وما جاء به الدستور المغربي في شأن الديمقراطية التشاركية وحق المواطنين في تقديم الملتمسات والعرائض، مما يؤسس لموقع جديد للمجتمع المدني عبر إشراكه في التشريع ووضع السياسات العمومية، كما تم التأكيد على ترسيخ مفهوم الديمقراطية التشاركية وتقديم التجربة المغربية في هذا المجال.
وبالنسبة لموقع المرأة أكدت المتدخلة أن دورها حاسم في العمل المدني ومحوري، فلا يمكن قبول تعطيل نصف المجتمع. فرغم التحسن الذي عرفته نسب المشاركة النسائية في المجال السياسي والمجتمع المدني فإن ضعف المشاركة لازال قائما، وهذا ما تؤكده الإحصاءات الموجودة مما يدعونا إلى بذل المزيد من الجهد لرفع نسب المشاركة وتقويتها.
ومن جهة أخرى أبرزت د.جميلة المصلي أن مفهوم المجتمع المدني وقيمه المبنية على التضامن والتكافل مؤصلة في ثقافتنا العربية والإسلامية، ففي المغرب هناك ما يعرف بالجماعة، وهي مؤسسة تقليدية تجمع أفراد القبيلة وتنظم شؤونهم الدينية والدنيوية، وهناك سلوكات مثل التويزة كلمة أمازيغية تعني التعاون في الفلاحة، وبعض المجتمعات تطلق عليها النفير مثل السودان.
وبالنسبة لموضوع التجاذب بين البعد الخيري الإحساني والبعد الحقوقي السياسي، في عمل المنظمات المدنية أكدت ممثلة منتدى الزهراء أن هذه الثنائية تفرض نفسها في العمل المدني بسبب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الصعبة في الوطن العربي. أما في التجربة المغربية فقد تم تطوير مفهوم التنمية البشرية لينتقل من المقاربة الخيرية المباشرة إلى المقاربة التنموية القائمة على مشاريع مدرة للدخل لفائدة المحتاجين لبناء قدراتهم.
وفي الختام تم التأكيد على دور الجامعة العربية في توفير هياكل وفضاءات على شاكلة التجارب الدولية القائمة في هذا المجال، من أجل تحقيق تنسيق وتعاون أكبر بين الفاعلين في العمل المدني .
وتجدر الإشارة أن هذه الورشة نظمت عقب الاجتماع الحادي عشر للتعاون القطاعي بين جامعة الدول العربية ومنظماتها المتخصصة والأمم المتحدة ووكالاتها والذي عقد يومي 11 و12 يونيو 2013 ودار حول موضوع بناء القدرات المدنية بعد النزاعات.