إن استمرار الفساد والاستبداد وأصناف التحكم وغياب الشفافية والديمقراطية، وانعدام الأمن واستمرار الحروب -في بعض الدول- تشكل أبرز التحديات وأهم المعيقات في مسار تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية وتمكين الإنسان من الكرامة والحرية.
إننا في منتدى الزهراء إذ نعتبر تسريع وتيرة الأهداف الإنمائية وتأمين العبور نحو مستقبل أكثر عدلا وإنصافا للجميع يمر عبر التركيز على أمرين مهمين: تعميم التعليم وتجويده، وضمان حقوق جميع النساء في إطار الكرامة والمساواة العادلة.
وعليه فإننا نقترح ما يلي:
1- تعزيز المجهودات لضمان المساواة بين الجنسين في التعليم عموما، وفي التعليم النوعي والأكاديمي خاصة، مع التأكيد على أهمية التعليم والتدريب والتطوير، في مجال العلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي وإشراك المرأة والفتاة في جميع مستوياته ومجالاته.
2- تقوية حضور المرأة في مواقع القرار وخاصة في مجال التعليم لضمان سياسات متوازنة تراعي المساواة العادلة بين الجنسين، وتمكن الفتاة من المشاركة في مواقع إنضاج القرار.
3- تتبع وتقييم صارم لالتزامات الحكومات في مدى ضمانها لحق الفتيات في تعليم مناسب وآمن، حيث نلاحظ استمرار ارتفاع مستويات الأمية في صفوف فتيات الفئات الهشة. كما أن اللواتي يلجن المدارس في ظروف غير آمنة معرضات بشكل دائم لخطر التحرش الجنسي والاغتصاب والإكراه والاستغلال بشتى أنواعه، سواء داخل المحيط المدرسي من لدن طاقم المؤسسة التعليمية أو الأقران أو خارجها عبر شبكات دعارة القاصرات وشبكات الترويج للمخدرات التي تنشط بشكل كبير، في غياب الرقابة والحماية الكافية في العديد من البلدان الفقيرة والنامية.
4- ضرورة التزام الحكومات باتخاذ تدابير عملية ومستعجلة من أجل تقريب المدارس للفتيات القرويات وتوفير دور إيواء مجانية وآمنة، مع تطوير آليات الرصد والتبليغ والحماية لتأمين محيط المدرسة وتمكين الفتيات من استكمال أطوار الدراسة بأمن وحرية.
5- العمل على التزام الحكومات بتطبيق وتطوير التعليم المدمج لفائدة الفتيات ذوات الإعاقة واعتماد مؤشرات مناسبة لتتبع وضعية ومستويات التعليم في صفوفهن بحكم احتياجاتهن الخاصة، وكذا اعتماد تدابير في إطار التمييز الإيجابي من أجل ضمان حقهن في العمل والعيش الكريم.
6- التأكيد على مسؤولية الحكومات في إرساء سياسات أسرية مندمجة تسعى لدعم تماسك الأسرة واستقرارها وحمايتها من الهشاشة، باعتبارها خلية أساسية لحماية الفتاة وتأمين مرورها الآمن إلى عالم الراشدين.
7- وضع تشريعات تحمي المرأة من العنف والاستغلال بكل أشكاله، والجنسي منه على وجه الخصوص، مع تشجيع ودعم بدائل ومشاريع اقتصادية لفائدة ضحايا الدعارة الراغبات في الإقلاع.
8- اعتبار تجارة الجسد من أبشع أوجه الاستغلال الإنساني والاقتصادي، وتصنيفها من أنواع الرق الجديد التي يجبر المرأة على البغاء في مقابل إثراء المجرمين وإمتاع المنحرفين والساديين. مع ضرورة إلزام كل الدول بتوفير قوانين رادعة للاتجار بالبشر تضمن عدم الإفلات من العقاب.
9- ضرورة التحرك العاجل لهيئة الأمم المتحدة لحماية جميع النساء والفتيات اللواتي يعانين من الانتهاكات الجسيمة لحقوقهن في مناطق النزاع والاحتلال والأنظمة المستبدة.
من أجل عالم أكثر إنصافا وعدلا