في استشارة لها حول مقاربة الصلح في قضايا الأسرة لجريدة "التجديد" قالت المستشارة في قضايا الأسرة وعضو مكتب منتدى الزهراء للمرأة المغربية الأستاذة صالحة بولقجام: "أن مقاربة إصلاح ذات البين هي المقاربة الأفضل لبناء علاقات أسرية متينة داخل المجتمع، ومعلوم أن العلاقات الأسرية يشوبها بعض التوتر سواء في علاقة الزوجين بعضهما البعض أو في علاقة الأبناء بالآباء، فمقاربة إصلاح ذات البين هي الطريق الأيسر لتجاوز هذه التوترات والمشاكل، أو على الأقل التقليل من تأثيرها أو من حجم انعكاساتها على أفراد الأسرة والمجتمع.
ومعلوم أن مقاربة الصلح كان في السابق يعتمدها بعض الأفراد للإصلاح بين الزوجين أو للإصلاح بين الأبناء وآبائهم وقد تنجح هذه العملية وقد لا تنجح، وأصبحت مراكز الإرشاد الأسري تقوم بهذه المبادرات على أيدي متخصصين خاضعين للتكوين والتأهيل النفسي والاجتماعي مما يسمح لهم بالتدخل كما ينبغي، بل اللجوء إلى هذه المراكز يعتبر خطوة أساسية للإصلاح الأسري بشكل عام، وبطبيعة الحال الهدف من مقاربة الصلح هو احتواء المشاكل حتى لا يتطور الأمر إلى طلاق مما يخلق فضاء أسريا متوترا لا يمكن أن نتصور فيه تنشئة أسرية سوية، والطريق إلى السكينة هو التوادد والتراحم من أجل خلق فضاء أسري آمن فيه حب وود وتواصل تتحول معه الأسرة إلى ملاذ آمن. وإن الإصلاح هو السبيل للحصول على هذا الملاذ.
وقد أمر الله تعالى بالصلح في عدة آيات منها قوله تعالى: "إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم"، واعتبرها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أفضل من الصلاة والصيام والصدقة".
وأثارت صالحة بولقجام الانتباه إلى أن العمل بمقاربة الصلح لا ينبغي أن يتوقف عند مراكز الإرشاد الأسري أو المجتمع المدني بصفة عامة بل لابد أن يتحول الأمر إلى مؤسسات رسمية تمارس الوساطة الأسرية خصوصا مع تفاقم كثير من الظواهر الناتجة عن مشاكل الأسرة من جرائم ومشاكل لا تعد ولا تحصى. وذكرت بولقجام أن عددا من الدول اعتمدت مقاربة الصلح مما جعل كثيرا من القضايا لا تصل إلى القضاء بل تتوقف عند العاملين على إصلاح ذات البين وهو ما يقلص من عدد القضايا ويساهم أيضا في التئام شمل كثير من الأسر، وحثت على استفادة المقبلين على الزواج من عمل المؤسسات العاملة في إصلاح ذات البين تفاديا للوقوع في مشاكل أو على الأقل معرفة كيفية التعامل مع المشاكل المطروحة.