ردا على السؤال الذي ورد على حيز "أصغي إليك" من جريدة أحباؤنا لشهر يونيو والذي جاء كالتالي:
"نفسيتي مضطَرِبةٌ بِاستمرار بِسبب منعي من اللعب داخل البيت وخارِجه، ولا أَجِد متنفسا لتفجيرِ طَاقَاتي إِلا داخل القسمِ، فَأَلعب فيه بِاستمرار وأَخلق الشغب والفَوضى مما يؤثر على دراستي وعلى علاقتي بِأَساتذَتي .. ماذَا أَفْعل؟"
أجابت الدكتورة بشرى المرابطي أخصائية علم النفس التربوي وعضو منتدى الزهراء للمرأة المغربية:
"أنا لا أدري عمر السائلة ولكن يمكنني أن أؤكد لها أن لها وعيا كبيرا من خلال بسط المشكل وتحديد الأسباب.
السائلة تعبر عن حالة نفسية كبيرة جدا للعب، شأنها شأن كل الأطفال، اللعب يؤثر على التوازن الانفعالي للطفل كما أنه يساعد على تهذيب الغرائز العدوانية، ويفتح مجالا كبيرا لتعلم العديد من المهارات سواء على مستوى الشخص أو على مستوى العلاقات مع الأشخاص الآخرين.
يمكن القول من الناحية النفسية، أن اللعب ضروري للنمو النفسي للأطفال كما أنه متنفس لطاقاتهم ويعمل على تخفيف التوترات النفسية، لكن غياب هذه الإمكانية كما هو الشأن بالنسبة للسائلة، أي غياب اللعب يخلق نتائج سلبية كبيرة ولهذا فالطفلة قامت بتحويل الحاجة الذاتية للعب وتفريغها في فضاء المدرسة لكن أقول لها إن هذا الأمر قد تنتج عنه مشاكل كبيرة.
أولا: اعتبار الإدارة التربوية أن الطفلة مشاكسة وهي من النوع الذي لا ينضبط وبالتالي سيتم التعامل معها بشكل خاص قد يكون غالبا في المنحى السلبي بمعنى سيتم وضعها في خانة معينة استثنائية عن غيرها من باقي الأطفال وربما سيتم حرمانها من العديد من الأشياء التي سيتمتع بها باقي الأطفال.
ثانيا: قد ينتج عن سلوكها اضطرابات علائقية في علاقتها بأصدقائها على مستوى الدراسة وقد يكون لهذا تأثير سلبي جدا على مستقبلها.
ثالثا: هذا قد يشكل قالبا سلوكيا على مستوى الطفلة وقد يستمر الأمر مدة طويلة.
رابعا: قد يكون له انعكاسات سلبية على دراستها.
ولهذا أقول للسائلة إن أخذنا بعين الاعتبار هذه النتائج السلبية أنا أنصحك بأن تكوني أكثر جرأة في أن تجلسي مع والديك وتطلبي هذا الحق بكل وضوح، وأن تشرحي للآباء أن كل الإشكالات والمعاناة التي تعانيها في المدرسة ليست نتيجة لسلوكك كطفلة أو لنقائص معينة بقدر ما هو نوع من الانتقام نظرا لأن المجال الذي ينبغي أن يتاح في البيت لم يتوفر وأنا لدي اليقين أن هذا الأمر ستكون له نتائج إيجابية ومنه أناشد الآباء بأن اللعب ينبغي أن ينظر إليه على أنه حاجة ضرورية. سابقا كان الأبناء يتمتعون باللعب أما اليوم فكثرة الخوف من الشارع ومن الآخر أعطت نتائج سلبية في علاقة الآباء مع أبنائهم خاصة على مستوى اللعب."