أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 10 شتنبر 2014 الساعة 10:32


بثينة قروري: إعلامنا يحتاج سنوات ضوئية ليقدم منتوجا في المستوى (1/2)


صنع التلفزيون في هذه الأزمنة لنفسه عصراً بأكمله، وهناك من يعتقد أن هذا العصر التلفزيوني الحاضر في كل بيت وكل ملتقى هو الأداة التي اغتالت العمل السياسي بأساليبه المعروفة منذ بدأت عهود الديمقراطية، وراح كثيرون يدرسون بجد هل أصبح التلفزيون صانع سياسة؟ وبأية تكاليف على الوعي وعلى فرصة الاختيار الحر بل وحتى على الحقيقة. هناك من يغالي في دور التلفزيون ليقول إنه ساهم في تثبيت أنظمة وساعد في خلخلة الأوضاع في بعض البلدان.

الثابت، أن التفزيون لم ينعكس سلباً على الصحافة العادية، بل طال حتى الصحافة الراقية، مثل صحافة التحقيقات التي أثبتت كفاءتها في النفاذ إلى دخائل السياسة والغوص في خباياها وتغطية أكبر مساحة من وقائعها وأدق أسرارها، وهذه مدرسة صحافية تدرك أن النفاذ إلى العمق حق قارئ لا يعنيه ولا يرضيه أن تنحصر مهمة الصحافة في مدح الحاكم والإشادة بعظمته فيما فعل ولم يفعل، وتعرف أيضا أن قارئها يستطيع النظر إلى سطح الحوادث من متابعة التلفزيون، حيث أصبحت الصورة هي كل شيء، تلخص كل ما يحدث من اجتماعات واستقبالات ومراسم واحتفالات وتصريحات وبيانات في بضعة دقائق إلى حد كاد أن يكون الإعلام وسيلة من وسائل التزويق وليس التوثيق.

عندما أصبحت الأقمار الصناعية أفضل وسيلة لنقل الصور والكلمات، فإن التلفزيون ساعد في ضبط حركة التاريخ على لحظة واحدة وتوقيت جامع يحدث فيه كل شيء في كل مكان في اللحظة نفسها، وكانت المؤسسات سباقة وأصبح أقطابها أهم النجوم في البرامج السياسية وأقرب المؤثرين على عوالم الصورة، وكان التأثير فادحا وفي بعض الأحيان فاضحاً، حول دور التلفزيون في الحياة العامة طرحنا مجموعة أسئلة على فاعلين وسط النخب.

كم من الوقت تجلسين أمام شاشة التلفاز؟
علاقتي بالتلفاز ليست منتظمة، نظرا إلى انشغالاتي، وظروف عملي، فمرات يمكن أن يمر أسبوع دون أن أشاهد التلفاز، لكن عندما تتاح لي الفرصة أتابع غالبا مواد الفترة المسائية، حيث أطلع على جديد الأخبار، وألقي نظرة على باقي البرامج.

ما هي البرامج والفقرات التي تحرصين على متابعتها؟
أتابع البرامج السياسية التي تناقش قضايا تشغل الرأي العام، على الرغم من أنها محدودة في قنواتنا الوطنية، كما أحرص على مشاهدة برامج اجتماعية، بالإضافة إلى الفقرات الإخبارية.

أي البرامج الاجتماعية تروقك متابعتها؟
أفضل متابعة برنامج "بدون حرج" الذي يبث على "قناة ميدي1 تي في"، لأنه يناقش قضايا اجتماعية تعني كل فرد منا، بمهنية وجرأة كبيرين، ويلقي الضوء على مواضيع قد تكون غائبة عنا، أو ممكن أنها حاضرة، لكن لم تعالج بالشكل المطلوب في برامج أخرى.
هو برنامج تفوق شكلا ومضمونا، لذلك أحرص على متابعته كلما أتيحت لي الفرصة.

ما هي أفضل قناة من وجهة نظرك؟
لا أفضل قناة على أخرى، وأتابع الأخبار في أكثر من قناة، ثم أقارن بينها، لكن من وجهة نظري هناك مجموعة عوامل تدخل في تقييم المنتوج التلفزي، فيها ما يتعلق بالشكل، وفيها ما يخص المضمون، للأسف قنواتنا الوطنية لم تتوافق إلى حدود اليوم، في إنتاج منتوج في المستوى لا شكلا ولا مضمونا.
فإذا أردنا تقييم المنتوج التلفزي في القناتين الأولى والثانية، سنجد أن هذه الأخيرة تتفوق من حيث الشكل، على الأولى التي تظهر الصحافيين على الشاشة وكأنهم موظفين، خصوصا طريقة اللباس والإنارة، لكن من حيث المضمون هناك تقصير بالنسبة إليهما معا.
وحتى ألخص كلامي، أقول إن إعلامنا العمومي يحتاج إلى سنوات ضوئية ليرقى إلى المستوى المطلوب شكلا ومضمونا.

ما هي أسوأ قناة بالمقابل؟
(مبتسمة)، لا أريد أن أسمي قناة، إذ لابد من بذل مجهود أكبر بالنسبة إلى القناتين الأولى والثانية، بل وحتى القنوات المتخصصة كالقناة الأمازيغية، والرياضية والرابعة مازالت تتخبط، ولم تتمكن من خلق هوية محددة.

بالحديث عن القناة الثامنة كيف تقيمين أداءها؟
أن تكون لدينا قناة أمازيغية خطوة ايجابية جدا، لأنها لغة التواصل الوحيدة لنسبة كبيرة من المغاربة، بالإضافة إلى أنها أصبحت اليوم لغة رسمية، بالتالي يجب أن تكون بصمتها واضحة في إعلامنا العمومي، لكن ما أود أن أشير إليه، هو أنه لا ينبغي حصر البرامج الأمازيغية في قناة خاصة منعزلة، بل يجب إدراج مواد تلفزية أمازيغية، ضمن برمجة القنوات الوطنية، حتى يتحقق مبدأ التعددية، ويتجلى التنوع الثقافي في إعلامنا الذي هو صورة للمجتمع.

من هو نجمك التلفزي المفضل؟
(ضاحكة)، لا أؤمن بالنجومية، ما يمكن أن أقوله هو إني أقدر كل إعلامي يقدم مادته بمهنية.

هل تعتقدين أن التلفزة تساهم في خلق الوعي؟
الوعي الذي اكتسبه المواطن إلى حدود اليوم، خلقته وسائل التواصل الجديدة، وليس التلفزة، فبفضل "الإنترنت" وبعدها مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح المواطن متابعا للتحولات التي تجري في العالم بأسره، وتوفرت المعلومة، ما رفع من مستوى الوعي.
لكن بالنسبة إلى قنواتنا الوطنية، لا أظن أنها ساهمت في خلق الوعي، والدليل على ذلك أن المشاهد نزح إلى القنوات العربية والأجنبية، خصوصا الإخبارية التي تقدم موادا تحليلية معمقة.
وبالحديث عن مسألة الوعي، لابد أن أشير إلى ضرورة وجود برامج توعوية، تقدم للمشاهد على شكل وصلات سريعة ومنتظمة، وتزوده بمعلومات في كل المجالات، حتى نتخطى الوضعية التي يعيشها إعلامنا اليوم، إذ إن قنواتنا تشهد حالة انفصال واضحة مع المواطن، ولا تعكس انشغالاته، وجزء كبير من البرمجة التلفزية يتحدث عن قضايا لا تشغله، أو يخلق قضايا بعيدة عن اهتماماته.

**********
فاعلة جمعوية، وقيادية في حزب العدالة والتنمية.
الرئيسة السابقة لمنتدى الزهراء للمرأة المغربية، الذي يعد شبكة نسائية تتكون من 98 جمعية، تتوزع في مختلف مدن وأقاليم المملكة.
حاصلة على دكتوراه في القانون العام، من كلية الحقوق أكدال بجامعة محمد الخامس بالرباط.
أشرفت على مجموعة من المبادرات خلال رئاستها للمنتدى من بينها إطلاق قافلة "ماتقيش بنتي"، كما شاركت في عدة ملتقيات حول المرأة.                                                                                                                   

                                                                                                         هند رزقي- صحيفة العاصمة.

 

 






 هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم

ضغط هنـا للكتابة بالعربية

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



منتدى الزهراء يصدر كتاب : دور المرأة العربية في التنمية المستدامة

منتدى الزهراء يصدر نشرته للدورة الاولى

منتدى الزهراء وجمعية الإرشاد الأسري يؤكدان على ضرورة إعادة الاعتبار للمرتكزات المرجعية والخصوصيات ال

الملتقى الأول للفاعلين في التنمية الأسرية ينهي أشغاله

دورة تدريبية تحت شعار : " تأهيل الجمعيات النسائية رهان التنمية البشرية" .

مناقشة وتطوير المذكرة المطلبية للمنتدى

بثينة قروري تؤكد على أن توزع الأدوار داخل الأسرة يجب أن يقوم على أساس العدل والإنصاف لا المساوة

منتدى الزهراء للمرأة المغربية ينظم ندوة حول إشراقات نسائية مغربية عبر التاريخ

دورة حقوقية بين منتدى الزهراء وجمعية كرامة بطنجة

ندوة

بثينة قروري: إعلامنا يحتاج سنوات ضوئية ليقدم منتوجا في المستوى (1/2)

بثينة قروري: إغراق التلفزيون بمسلسلات مدبلجة يروج لقيم غريبة عن مجتمعنا (2/2)