أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 10 شتنبر 2014 الساعة 11:17


بثينة قروري: إغراق التلفزيون بمسلسلات مدبلجة يروج لقيم غريبة عن مجتمعنا (2/2)


 

صنع التلفزيون في هذه الأزمنة لنفسه عصراً بأكمله، وهناك من يعتقد أن هذا العصر التلفزيوني الحاضر في كل بيت وكل ملتقى هو الأداة التي اغتالت العمل السياسي بأساليبه المعروفة منذ بدأت عهود الديمقراطية، وراح كثيرون يدرسون بجد هل أصبح التلفزيون صانع سياسة؟ وبأية تكاليف على الوعي وعلى فرصة الاختيار الحر بل وحتى على الحقيقة. هناك من يغالي في دور التلفزيون ليقول إنه ساهم في تثبيت أنظمة وساعد في خلخلة الأوضاع في بعض البلدان.

الثابت، أن التفزيون لم ينعكس سلباً على الصحافة العادية، بل طال حتى الصحافة الراقية، مثل صحافة التحقيقات التي أثبتت كفاءتها في النفاذ إلى دخائل السياسة والغوص في خباياها وتغطية أكبر مساحة من وقائعها وأدق أسرارها، وهذه مدرسة صحافية تدرك أن النفاذ إلى العمق حق قارئ لا يعنيه ولا يرضيه أن تنحصر مهمة الصحافة في مدح الحاكم والإشادة بعظمته فيما فعل ولم يفعل، وتعرف أيضا أن قارئها يستطيع النظر إلى سطح الحوادث من متابعة التلفزيون، حيث أصبحت الصورة هي كل شيء، تلخص كل ما يحدث من اجتماعات واستقبالات ومراسم واحتفالات وتصريحات وبيانات في بضعة دقائق إلى حد كاد أن يكون الإعلام وسيلة من وسائل التزويق وليس التوثيق.

عندما أصبحت الأقمار الصناعية أفضل وسيلة لنقل الصور والكلمات، فإن التلفزيون ساعد في ضبط حركة التاريخ على لحظة واحدة وتوقيت جامع يحدث فيه كل شيء في كل مكان في اللحظة نفسها، وكانت المؤسسات سباقة وأصبح أقطابها أهم النجوم في البرامج السياسية وأقرب المؤثرين على عوالم الصورة، وكان التأثير فادحا وفي بعض الأحيان فاضحاً. حول دور التلفزيون في الحياة العامة طرحنا مجموعة أسئلة على فاعلين وسط النخب.

تحدثت عن القنوات الأجنبية، ما هي إذاً أبرز القنوات التي تشاهدينها؟
مجموعة من القنوات العربية والأوربية، خصوصا قنوات إخبارية معروفة، تقدم مواد إخبارية راقية، وفي بعض الأحيان برامج بلغات متعددة، ممكن أن نختلف معها في المضمون، وطريقة التحليل لكن لا جدال حول مهنيتها.

هل أثرت التلفزة على العمل السياسي؟
التلفزة لابد أن تقدم جرعات توعوية للمواطن، في شتى المجالات ليرفع حس المواطنة لديه، وينخرط في الحياة السياسية، لكن إعلامنا لم يقم بذلك، ولم يواكب التحولات الديمقراطية التي يعيشها المغرب.
في مرحلة سابقة، كانت هناك برامج سياسية متميزة، تقرب الفاعل السياسي من المواطن، وكانت تفتح نقاشات متميزة، لكن خلال السنوات الأخيرة غاب ذلك، ولم نعد نتحدث عن السياسة إلا في فترة الانتخابات.
وإذا أردنا أن نقوم بتحليل بسيط، سنجد أن التحولات الإقليمية، وكذا الوطنية، خصوصا تعديل الدستور، هي التي أعادت المواطن للحياة السياسية، وأحدثت صحوة إيجابية غير متوقعة.

من يستفيد من التلفزة، السلطة، أم الناس، أم أولئك الذين لهم علاقة بالإنتاج؟
المواطن يستفيد إلى حد ما، باطلاعه على المادة الإخبارية مثلا، لكن ليس بالشكل المطلوب، إذ تغيب المادة التوعوية الثقافية، ويتم إغراق البرمجة يوميا بمجموعة مسلسلات مدبلجة بالدارجة، تزعج الأذن، وتروج لأفكار وقيم لا تمت لمجتمعنا بأي صلة، بالإضافة إلى برامج تافهة.
وبالرجوع إلى سؤالك، عندما نتحدث عن استفادة المشاهد، نتحدث بالأساس عن إعلام يعكس واقعه، وهذا غائب تماما، فمثلا بالنسبة إلى المرأة، مازالت لم تمثل بالشكل المطلوب، الأمر الذي أكدته دراسة أنجزتها وزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، مع منظمة المرأة العربية في المغرب، حول مدى حضور المرأة كفاعلة مناقشة، وكذا حضورها كموضوع، في إعلامنا العمومي، وخلصت إلى عدة مؤشرات من بينها، أن في البرامج السياسية، تتم استضافة أساتذة جامعيين ذكور في مختلف المجالات، وكأنه لا توجد أستاذات متخصصات، ولهن الكفاءة لمناقشة هذه القضايا.
ثم من جهة أخرى، قضايا المرأة غائبة في قنواتنا، ليست لدينا برامج مثلا لشرح مدونة الأسرة، والكلام نفسه الذي قلته عن المرأة ينطبق أيضا عن الطفل والشاب، والأسرة ككل، هل يستفيد كل منهم من المنتوج التلفزي، أقول إن الجواب هو لا، لذلك يجب على القائمين على القطب العمومي بذل مجهود أكبر، لتحقيق الوظيفة الأساسية للإعلام العمومي وهي استفادة المواطن.

ماذا تعرفين عن دفاتر التحملات؟
دفاتر التحملات، من المواضيع التي أثيرت حولها ضجة، ونحن كمنتدى الزهراء للمرأة المغربية، أنجزنا مذكرة ضمناها اقتراحات وملاحظات عديدة، إلا أنه إلى حد الساعة لم يظهر أثر بعض المقتضيات التي كان من المنتظر أن تشكل نقلة نوعية.

أشرت إلى مقتضيات دفاتر التحملات، بعض اعتبر أن إدراج الأذان كان أهم المنجزات، ما تعليقك؟
بالنسبة إلي دفاتر التحملات أعمق من الأذان، إذ إنها تسعى إلى الارتقاء بجوهر المادة الإعلامية، أنا يهمني أن تقدم مادة إعلامية جادة ترفع من وعي المواطن، وتعرفه بحقوقه وواجباته، أكثر من أن يدرج الأذان، هذا ليس إشكالا على أهميته فالمغاربة يسمعون نداء الصلاة في كل مساجد المملكة، ولا يحتاجون تذكيرهم به في التلفزة.

هل يؤثر الإشهار التلفزي، في اختياراتك عند التسوق؟
لا، بالعكس اختياراتي عقلانية نابعة من احتياجاتي لمادة معينة، وليست مرتبطة بالإشهار، وغالبا ما تدفعني بعض الإعلانات المقرفة شكلا ومضمونا لمقاطعة المنتوج الذي تروج له.
وهناك مسألة مهمة، أريد أن ألفت الانتباه إليها، وهي استغلال المرأة في الإشهارات بطريقة مهينة تصل حد التشييء بداعي الترويج لمنتوج قد لا تربطه بعالم النساء أي صلة، لابد من إعادة النظر في إدراج هذه الإعلانات.

*************
فاعلة جمعوية، وقيادية في حزب العدالة والتنمية.
الرئيسة السابقة لمنتدى الزهراء للمرأة المغربية، الذي يعد شبكة نسائية تتكون من 98 جمعية، تتوزع في مختلف مدن وأقاليم المملكة.
حاصلة على دكتوراه في القانون العام، من كلية الحقوق أكدال بجامعة محمد الخامس بالرباط.
أشرفت على مجموعة من المبادرات خلال رئاستها للمنتدى من بينها إطلاق قافلة "ماتقيش بنتي"، كما شاركت في عدة ملتقيات حول المرأة.
                                                                                              هند رزقي- صحيفة العاصمة






 هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم

ضغط هنـا للكتابة بالعربية

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



منتدى الزهراء يصدر كتاب : دور المرأة العربية في التنمية المستدامة

منتدى الزهراء يصدر نشرته للدورة الاولى

منتدى الزهراء وجمعية الإرشاد الأسري يؤكدان على ضرورة إعادة الاعتبار للمرتكزات المرجعية والخصوصيات ال

الملتقى الأول للفاعلين في التنمية الأسرية ينهي أشغاله

دورة تدريبية تحت شعار : " تأهيل الجمعيات النسائية رهان التنمية البشرية" .

مناقشة وتطوير المذكرة المطلبية للمنتدى

بثينة قروري تؤكد على أن توزع الأدوار داخل الأسرة يجب أن يقوم على أساس العدل والإنصاف لا المساوة

منتدى الزهراء للمرأة المغربية ينظم ندوة حول إشراقات نسائية مغربية عبر التاريخ

دورة حقوقية بين منتدى الزهراء وجمعية كرامة بطنجة

ندوة

بثينة قروري: إعلامنا يحتاج سنوات ضوئية ليقدم منتوجا في المستوى (1/2)

بثينة قروري: إغراق التلفزيون بمسلسلات مدبلجة يروج لقيم غريبة عن مجتمعنا (2/2)