ترى الاختصاصية في علم النفس الاجتماعي بشرى المرابطي، أن حرص عدد من ربات البيوت على الوجود داخل عدد من الفضاءات البعيدة عن المنزل خلال شهر رمضان، ترجمة فعلية لعدد من التغيرات التي عرفها المجتمع المغربي، والتي انتهت بارتفاع الوعي بين صفوف النساء اللواتي أدركن أن المساجد وباقي الفضاءات ليست حكرا على الرجال.
كما أشارت المرابطي إلى أن المرأة المغربية من أكثر النساء تعظيما لشهر رمضان، وهو ما تجلى في عدد من العادات والطقوس المرافقة للشهر، بل والسابقة له أيضا حيث تحرص النساء على استقباله منذ شهر شعبان الذي يعرف برمجة النساء لعدد من الممارسات التي تكشف مدى الانضباط وحسن التدبير المنبني على تمثل معين حول مفهوم المقدس في الوعي المغربي، "لذلك أنا أعتقد أنه من الظلم التطاول على بعض العادات ووضعها في خانة الشعوذة أو الأفعال غير المحسوبة، لأنها تحمل عددا من الدلالات وإن كان البعض قد حاذ بها عن الطريق، ومثال ذلك طقوس شعبانة التي اعتبرها ترجمة لقدسية شهر رمضان في تمثلات المرأة المغربية.. يضاف لذلك عدد من الممارسات التي لا ينتبه لها البعض، لكنها تكشف أن المغربيات يضعن برنامجا خاصا بشهر رمضان، كإعداد أطباق معينة، وتجهيز بعض الملابس التقليدية الخاصة، وما يشبه حملات التنظيف التي تطال كل ركن من أركان البيت...".
وترى المرابطي أن دائرة اهتمامات المرأة لم تعد حكرا على المطبخ والأسرة فقط، بل إن الكثير من النساء يبحثن أو يبتكرن جدولة زمنية للاستفادة من شهر رمضان، بطريقة مخالفة لما كان رائجا في السابق، حيث كانت النساء تعتكف داخل المطبخ طيلة الشهر، لنجد أن الكثير منهن اليوم يقصدن المحاضرات والندوات، ويستفسرن عن الطرق المثالية التي تمكنهن من الموازنة بين واجباتهن الأسرية، وما يعتبرونه واجبات دينية أو علوم شرعية، أو معلومات عامة، تمكنهن من الاستفادة من شهر رمضان، خاصة في الجانب الروحي، والتعبدي الذي يرتبط بقدسية الشهر.
جريدة الأحداث المغربية، عدد الاثنين 21 يوليوز 2014