نظمت منظمة تجديد الوعي النسائي مساء السبت 29 نونبر 2014، ندوة علمية تحت عنوان مفاهيم قرآنية حول الأسرة رؤية مقاصدية، من تأطير كل من الأستاذ حسن السرات والدكتورة ايمان السلاوي والدكتور فريد شكري.
تناول فيها كل واحد منهم مفهوما قرآنيا مؤسسا للأسرة حيث استهل الأستاذ حسن السرات الندوة ببسط مفهومي الاحسان والمعروف في الحياة الاسرية وتناول بالتحليل الايات 122 الى الاية 242 من سورة البقرة التي اعتبرها تفصيلا وبيانا لهذا المفهوم وأشار إلى أن القرآن ذكر المعروف عند أهم المواقف حسما بالنسبة للأسرة وهو الطلاق والانفصال والتزام أحكام الله في لمِّ الشمل أو الانفصال وكذا في لحظات الشدة والبغضاء وبين أن المعروف جعله الله حقا على المتقين، فيما عرج على مفهوم الإحسان حيث أكد أن هذا المفهوم مؤسس لأسرة تكون منبع الحضارة ومنبع الدولة ومنبع النهوض ليختم مداخلته بقوله "إذا حملت المسجد في قلبك إلى الحياة فأسرتك في آمان".
أمَّا عن مفهوم الاحصان فقد فصلت الدكتورة ايمان السلاوي في هذا المفهوم واعتبرت ان القرآن الكريم تحدث عن الاحصان بمعاني العفة والزواج والحرية والإسلام وأكدت أن معنى الإحصان الستر والعفة، وبينت أن مفهوم الاحصان جاء يقصد المرأة أكثر من الرجل حيث اعتبرت أن المرأة المسلمة دورها هو صيانة القيم ووسمتها "بحارسة القلعة " لتضيف إلى دورها مسؤولية أديبة وتشريف وثقة وقد وضحت أن ذكر الإحصان جاء مقرونا بالمرأة 12 مرة في القرآن بالمقابل ذكر مرة واحدة بالنسبة للرجل .
ليتناول الدكتور فريد شكري مفهوم العدل والفضل ويستهل مداخلته باعتبار الاسرة حصنا وحضنا وإحصانا وإحسانا ومحضنا للتعلق والتخلق، ويشير إلى أن قمة القيم هي العدل والفضل، وجعل مقام العدل مقامة رأس المال في التجارة والفضل هو الربح الصافي، ليؤكد أن العدل هو مشترك تعتبره الانسانية سقفا اما الاسلام فيعتبر العدل منطلقا وأرضية، وأما الفضل هو تفاضل في معارج الكمال، ونبه إلى أن الأسرة قائمة على الزوجين وليس الشريكين حيث ان الاولى العلاقة بينهما هي علاقة تجانس والثانية هي علاقة ربح ووظيفة الزوجية السكن إلى الازواج التي تعتمد على الدين وليس السكن مع الأزواج اي تشارك الحيز الحجري الذي هو البيت لترتقي العلاقة الأسرية بالمتعة إلى الرسالية ولا تنحصر على الشهوة والشهوانية وفي التعبير القرآني اللباس مفهومه الستر وهو الاحصان وكتم الأسرار والدفء العاطفي والتجمل في الألفاظ والالتصاق بالجسد والتكافل المادي والطبيعي، ليسجل الدكتور فريد أن الفضل قيمة فطرية متأصلة في الزوجين وذلك ما جاء في الآية "ولا تنسوا الفضل بينكم" أي أنه تذكير بما هو موجود، ويوضح أن الفضل في القرآن كقيمة كمية والعدل قيمة كيفية، وفصل في مظاهر الفضل في الأسرة بين الزوج والزوجة والرجل والمرأة وكذا الآباء والأبناء، ليقول "إن العلاقة الزوجية مبنية على الفضل أما في حال الشقاق والفراق فمبنية على العدل".