أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 27 أبريل 2015 الساعة 13:17


متى وكيف يتم تأهيل الأبناء لتحمل المسؤولية


يتعلم الابن شيئاً من تحمل المسؤولية من العملية التي يتلقاها من والديه والمعاملة التي يجدها ممن يحيطون به، ومن المهام التي تسند إليه، وتعد القدرة على اتخاذ الخيارات الحكيمة أحد المهارات الحياتية الأكثر أهمية، والتي يمكن للأسرة غرسها في الأطفال، إضافة إلى أنّ الأطفال يتخذون كل يوم خيارات بعضها قد يكون مأساويا والبعض الآخر حسنا.

ويبقى تأهيل الأبناء على تحمل المسؤولية على عاتق الأسرة أولا وعلى شركائها في التربية ثانيا من مدرسة ومجتمع مدني ووسائل الإعلام وخبراء في علم النفس والتربية.

متى يبدأ وكيف يتم تأهيل الأبناء لتحمل المسؤولية؟ وما دور شركاء التربية في هذه العملية؟ أسئلة تحاول "التجديد" الإجابة عنها من خلال الأسطر التالية:

التأهيل للمسؤولية

إنّ ابتسامة الوالدين عندما يتمكن الطفل ارتداء ملابسه بنفسه بسهولة، أو أداءه مهام وواجبات المنزل والسلوك السوي يمكن أن تكون أول درس في تحمل المسؤولية، وهذا الإحساس الإيجابي يعزز له نفسياً، حيث يشعر أنّه عضو مفيد في المنزل وخارجه، وينمو عنده الاتجاه السوي نحو ذاته لأداء واجبه بنفسه،

وتعدّ استقلالية الأبناء بذاتهم واتخاذ قراراتهم من الأمور التي يسعى الوالدان إلى التأكيد عليها، إلاّ أنّ بعض الآباء يحاول جاهداً حل مشاكل أبنائه بنفسه، واتخاذ القرارات عنهم، وإرشادهم في كل شيء؛ مما يخلق لديهم بعض المشاكل، ويشعرهم بعدم الاستقلالية، ويزعزع ثقتهم بأنفسهم. ولا يمكن أن يتعلّم الأطفال تحمل المسؤولية من دون تأهيلهم تدريجياً على استقلالية القرار، ومساعدتهم على بناء شخصيات ناجحة تعزز سلوكياتهم الإيجابية؛ فالطفل لا يولد عارفاً بكل شيء، ولهذا ينبغي أن يتعلّم المسؤولية، وأن يعي أهمية التعاون والاحترام مثلما يتعلم المشي والكلام حسب موقع الرياض.

وترى صالحة بولقجام المستشارة في قضايا الأسرة وعضو مكتب منتدى الزهراء للمرأة المغربية أن: "التربية هي الاستثمار في الموارد البشرية، والتأهيل للمسؤولية هو أمر في غاية الصعوبة ويحتاج إلى علم وخبرة وتدريب وتراكم، فالتربية عموما علم وفن وخبرة وتجربة وتراكم، وكلنا يتحمل المسؤولية في تأهيل النشء على تحمل المسؤولية وهو أمر تطبيقي أكثر مما هو نظري وهو عمل سلوكي مهاراتي يحتاج إلى مجموعة من النقط الضرورية:

أولها طول النفس، فلا يمكن أن ننتظر في ظرف يوم أو يومين أو حتى أكثر ما لا يمكن إنجازه إلى في وقت أطول من ذلك.

ثانيا: يحتاج المربي الناجح إلى الصبر سواء كان والدا أو مربيا أو مؤطرا في جمعية لأن النتائج لا تكون سريعة وبالتالي لا يجب استعجال النتائج، فالمربي الناجح يحتاج إلى أن يزرع زرعا صحيحا جيدا ويتعهد ويصبر على النتائج.

الأمر الثالث: هو الحكمة، فأمر التربية يحتاج إلى حكمة وذلك بعمل العمل المناسب في الوقت المناسب، فلا يمكن أن نطلب من طفل في عمره أربع سنوات ما لا يمكن أن يفعله إلا طفل في عمر 14 سنة أو أكثر.

والأمر الرابع هو القدوة إذ من الصعب أن يتأثر الطفل بالمربي الذي لا يتصف بصفة القدوة الحسنة وهنا نستحضر القولة المشهورة: "فعل رجل في ألف رجل خير خطبة ألف رجل في رجل".

والأمر الخامس هو التشجيع، فإذا قام الطفل بأي سلوك تربوي إيجابي يجب على المربين تشجيعه مهما كانت النتيجة التي حققها من أمر المسؤولية، فلا ننتظر منه إنجاز ما ينجزه الكبار. ومن الخطأ أن ننتظر من الأطفال ما ينجزه الكبار. وكلما حقق الطفل نسبة نشجعه حتى يحقق في المرة المقبلة نسبة أكبر.

الأمر السادس هو المدح لأن ذلك سيعزز لديه فعل العطاء والإنجاز وأداء المسؤولية على أحسن وجه، وهذا المدح يكون بأساليب التعبير عن الرضى المختلفة سواء بالضم أو القبلة أو غيرها مما يعبر عن الرضى عن الإنجاز الذي حققها".

كيف ندرب الأبناء على تحمل المسؤولية؟

أكدت المستشارة صالحة بولقجام في حديثها لـ "التجديد" على أن: "من الأخطاء التربوية أننا نقوم بكل شيء لأبنائنا، نجمع أغراضهم وننجز تمارينهم الدراسية وننظم أغراضهم وهذا أدى إلى وجود أبناء اتكاليين لا يتحمملون المسؤولية، إضافة إلى كون باقي الشركاء في التربية أيضا لم يؤدوا الدور المنوط بهم حتى يتأهل الأبناء على تحمل المسؤولية. وفي المقابل يجب تدريب الأطفال على تحمل المسؤولية منذ السنوات الأولى بالتدريج عبر تكليفهم ببعض المسؤوليات البسيطة والتدرج في تكليفهم حتى يتمكنوا من التعود على تحمل المسؤولية ليكونوا قادرين عليها حين يجدون أنفسهم مكلفين بذلك".

وأضافت بولقجام أنه "في الأسرة يجب توزيع بعض الأدوار على الأبناء في أداء بعض التكاليف داخل الأسرة من ترتيب الفراش إلى ترتيب طاولة الأكل إلى تسيير لقاء الأسرة وغيرها من الأمور التي يبدو بسيطة فيما هي أمور مهمة، بدل ترك الأم مثل الخادمة في البيت عبر القيام بكل شيء.

والتدريب مهم في تأهيل الأبناء على تحمل المسؤولية ويتأتى عبر التكليف للأبناء مرة بعد مرة وعدم التضجر من عدم إتقانهم في المرة الأولى لما كلفوا به.

والأمر المهم في التأهيل على تحمل المسؤولية هو التحبيب عبر تقديم كل أشكال التحبيب لتحمل المسؤولية.

ونعرف أن من أساليب التربية تطبيق أسلوب (أدبه سبعا وصاحبه سبعا) حتى ننتج جيلا قادرا على العطاء في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية وغيرها.

ويحتاج المربون لتنزيل وسائل التربية لتأهيل أبنائهم لتحمل المسؤولية إلى تكوين وتثقيف حتى يؤدوا وظيفتهم التربوية على أحسن وجه، وهنا أتوجه إلى وسائل الإعلام بمختلف أشكالها بالدعوة إلى الإكثار من البرامج التي تساعد على تحمل الأبناء للمسؤولية وتمكن الإنسان مهما كان شأنه من حسن أداء دوره في الحياة، وكذلك على البرامج التربوية تدريب النشء على حسن أداء مسؤولياته في الحياة".

تقييم السلوك الخاص

قال "أ.د.عبد المنان ملا معمور بار" -أستاذ الإرشاد النفسي بجامعة أم القرى-: "إنّ هناك استراتيجيات ينبغي أن توضع في الاعتبار عند مساعدة الأطفال لتعلم مهارة اتخاذ القرار منها القدرة، والممارسة، والحرية، حيث يتعلم الأطفال أنّ لديهم القدرة على اتخاذ القرار، ويجعلهم يشعرون بأهميتهم، ومع ممارستهم لاتخاذ القرار يكتشفون متعة اتخاذ الخيارات الحكيمة، والمشكلات والمتاعب التي تنجم عن اتخاذ الخيارات غير الحكيمة، وأنّ الحرية تأتي معها مسؤولية اتخاذ الخيارات الحكيمة، وعلى الوالدين دور الإرشاد ببعض الطرق والأساليب التربوية والنفسية الفاعلة التي تساعد أطفالهم على اتخاذ القرار السليم، وأهم ذلك اتخاذ قرارات بعيدة المدى عند تعليم أطفالهم، واحترام الخيارات والقرارات الأولى للطفل، مع ضرورة منح الأطفال فرصة لاتخاذ القرارات البسيطة يومياً، وإيضاح السبب وراء القواعد التي تستند إلى القرار الحكيم وغير الحكيم، ومساعدة الأطفال على تقييم سلوكهم الخاص، وتشجيع الطفل بقول "اتخذ قرارك بنفسك" عندما تكون نتائج أي من الخيارات المقدمة يصلح التعايش معها، وتوجيه الأسئلة لكي ترشد العمليات العقلية المعرفية للطفل، مع ابتكار الفرص التي تجعل الأطفال يشتركون في قرارات تخص حياتهم، ومساعدتهم على التوقف قبل اتخاذ القرار وتقدير السلبيات والايجابيات أولاً، مشدداً على أهمية احترام أسئلة الأطفال وتخصيص وقت للإجابة عليها، إلى جانب تعليق الآباء على ما يراه في التلفاز والصحف من مشاهد سلوكية تتصل بالقيم، ومساعدة الأطفال على أن يعلموا أنّ الأخطاء شيء طبيعي، وأنّها مفاتيح ذات قيمة للتعلم".

مسؤولية الأسرة الجديدة

يتم تكليف الأبناء منذ صغرهم بمسؤوليات تناسب أعمارهم ويتدرجون في تحمل المسؤوليات بتقدم سنهم إلى أن يكبروا ويصبحوا ناضجين وهنا يجب تأهيلهم لتحمل أعباء أسرة جديدة هم عمادها وبهذا الصدد تقول صالحة بولقجام في تصريح لـ "التجديد": "إن مسؤولية تأهيل الأبناء لتحمل مسؤولية أسرة جديدة أمر هام جدا وعلى الأسرة لعب الدور الأكبر فيه، وهي يجب أن تكون على اطلاع واسع ومكونة وتستعين في دورها بمراكز الإرشاد الأسري وبالمختصين الاجتماعيين والنفسيين، وفي الوقت ذاته تحتاج هذه الأسر إلى إعداد قبلي. ومعلوم أن سائق السيارة لا يقدم على السياقة قبل أن يتمكن من الحصول على رخصة تؤهله لذلك، وكذلك الأمر يحتاج الابن المقبل على الزواج على رخصة لقيادة أسرة جديدة، وذلك يتأتى عبر تأهيل الأسرة من جهة وعلى تكوين المكونين من جهة أخرى، ومنهم شركاء آخرون مثل الإعلام وجمعيات المجتمع المدني، خصوصا في وقت تغير فيه الكثير وأصبح الدور الكبير لقنوات التواصل الاجتماعي وأصبحت المدرسة والجمعية والأخصائيون النفسيون والاجتماعيون شركاء في التربية يساهمون في تخريج المواطن القادر على تحمل المسؤولية كل من جهته".

ومعلوم أن المغرب انتبه أخيرا إلى أهمية إعداد المقبلين على الزواج فأصبح لدينا ما يعرف بالدوارات التكوينية للمقبلين على الزواج أو تأهيل المقبلين على الزواج ممن يستفيدون من عمليات الزواج الجماعي التي تشرف عليها جمعيات المجتمع المدني ومنها ما تشرف عليها بعض خلايا المرأة والأسرة داخل المجالس العلمية المحلية بل هناك جمعيات مختصة في هذا العمل منها على سبيل المثال مركز الوفاق للسعادة الأسرية التابع لمنظمة تجديد الوعي النسائي فرع الرباط.

حبيبة أوغانيم

جريدة التجديد






 هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم

ضغط هنـا للكتابة بالعربية

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



شبكة نساء الاطلس تافيلالت تستنكر استمرار القناة الثانية 2M في الاستخفاف بذوق وأخلاق وثوابت المغاربة

تحية من تونس الى المرأة المغربية الرائعة

متى وكيف يتم تأهيل الأبناء لتحمل المسؤولية

متى وكيف يتم تأهيل الأبناء لتحمل المسؤولية