الإعلام الجديد بين سطوة التأثير وجدل المصداقية

نظمت الشبكة الدولية من أجل ولوج المرأة لمراكز القرار ندوة حول "الإعلام الجديد بين سطوة التأثير وجدل المصداقية"، من أجل تسليط الضوء على الإعلام البديل الذي أصبح منافسا حقيقيا للإعلام التقليدي، في ظل الجدل حول مصداقيته ومدى أحقيته في خلق تنوع إعلامي يرضي المتتبع ويرتقي بالمنتوج، وذلك يوم السبت 4 يوليوز 2015  بالرباط.

وافتتحت الندوة بمداخلة للأستاذة نزهة بوشارب، رئيسة الشبكة الوطنية ل "كونكتين غروب" الدولي، أكدت فيها أن الإعلام الجديد خاصة الالكتروني منه ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت آليات ذات شمولية واسعة وتتمتع بسهولة في الوصول إليها من طرف المتلقي، في ظل الانفجار التكنولوجي الهائل الذي عرفه المغرب في السنوات القليلة الماضية، وهو ما يعززه توفر نصف المغاربة تقريبا على هواتف ذكية، وانخراط أزيد من 7 ملايين مغربي في شبكات التواصل الاجتماعي.

وفي سياق آخر أكد وزير التعمير وإعداد التراب الوطني، إدريس مرون، أن الإعلام الجديد أصبح أكثر تأثيرا من أي وقت مضى، وساهم بشكل أو بآخر في تنمية المجتمعات، كما سهل الولوج إلى المعلومة.

واعترف ذات المسؤول الحكومي أن الإعلام الجديد كان له أيضا وقع إيجابي على السياسيين، حيث يمكن للسياسي أن يتفاعل مع الرأي العام، ويتعرف على الانتقادات الموجة إليه وكذا احتياجات المواطنين.

من جهته  شدد الباحث في علم الاجتماع بجامعة محمد الخامس، الدكتور عبد الغني منديب، على أهمية تأطير قطاع الصحافة الالكترونية قانونيا، في ظل "الانفجار" الذي يعرفه المجال، مما يفتح المجال للإشاعة والخبر الكاذب.

هذا وقد عرف النشاط حضور العديد من الفعاليات والهيآت المدنية إلى جانب منتدى الزهراء للمرأة المغربية ممثلا في الأستاذة بشرى المرابطي التي أكدت في مداخلتها على تاريخ تعاطي المجتمع المغربي مع الإعلام  وتمثله لوظيفته  إضافة إلى المفارقات التي يعرفها الإعلام الاجتماعي في صناعة الرأي العام.

وخرج اللقاء بمجموعة من التوصيات للارتقاء بالإعلام الجديد أجمعت في مجملها على ضرورة إصدار قانون لمأسسة الصحافة الرقمية، الاستفادة من المواقع الإلكترونية لتحسين الصورة وخدمة المصلحة العامة، التأكيد على استحضار الضمير والموضوعية والدقة والمصداقية في تناول الأخبار، ضبط النقد والانتقاد الرقمي دون المساس بالحريات الخاصة للشخصيات السياسية أو عامة للمواطنين، الحرص على تكوين الصحافيين في مجال الإعلام الجديد ومحاربة أشباه الصحافيين الذين يسيؤون للمهنة، تكثيف كل جهود فعاليات المجتمع لضبط أخلاقيات الصحافة الرقمية، وأخيرا اقتراح مدونة تخص الإعلام الجديد لضبط حقوق النشر والقرصنة في غياب رادع قانوني.