تأسيسا على التراكم الذي حققه منتدى الزهراء للمرأة المغربية في مجال النهوض بوضعية المرأة المغربية والنضال من أجل إنصافها، ورغبة منه في الإسهام في إغناء النقاش الفكري والثقافي حول المفاهيم المركزية في قضايا المرأة، فقد اختار تسليط الضوء هذه السنة على مفهوم المساواة باعتباره من أهم المبادئ القانونية والدستورية وأيضا أحد حقوق الإنسان الأساسية، وذلك من خلال ندوة فكرية ترصد تطور مفهوم المساواة عبر التاريخ يوم الاثنين 15 فبراير 2016 بالمعرض الدولي للنشر والكتاب في دورته 22.
وقد صرحت الدكتورة مونية الطراز، باحثة في مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام، على أن قضية المرأة وتمكينها في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، أصبحت في السنوات الأخيرة تدل على مستوى تقدم الدول في هذا المجال.
كما أضافت الأستاذة أن المساواة بين الرجل والمرأة اليوم، تتعلق بتصور عام لا يمكن التغاضي عنه، معتبرة أن هذه القضية أصبحت الآن تتجاوز المجال الحقوقي، لتصبح هما مجتمعيا وقضية جوهرية في سياسات الدول.
كما ذكرت أن المساواة في الفكر النسائي عند الغرب بدأت في أواخر القرن 19 بمطلب الحق في التعليم والشغل ضمن المطالب الاجتماعية للإناث وكذلك الحق في التصويت ضمن المطالب السياسية.
ومن جهتها أشارت الدكتورة بثينة قروري، أستاذة القانون بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن مصطلح المساواة بين المرأة والرجل كمصطلح لم يذكر في القرآن الكريم، ولكن المجالات الدلالية لمفهوم المساواة وردت بصيغ مختلفة.
وأضافت أن القيمة المركزية في الإسلام عوض مفهوم المساواة، نجد مفهوم العدالة. وفي الحديث عن المرأة والرجل نجد أن المفهوم المركزي هو الاستخلاف وهو الحاكم في تواجدهم في المجال العام، الذي يحكمه بدوره مفهوم الولاية، في حين يحضر مفهوم القوامة في المجال الخاص.
فيما قال الأستاذ بلال التليدي، إعلامي وأستاذ باحث، أن مفهومي المساواة والعلمانية اللذين أنتجهما المجتمع الغربي، هي مفاهيم تاريخية لم تكتمل بعد، مشيرا إلى أن اكتمالها مرتبط بمدى أثرها في الواقع.
كما أشار الأستاذ في مداخلته، إلى أن المساواة والتسامح والتعايش من المفاهيم القهرية، التي يتم تداولها بقوة السلطة الغالبة.
وفي نفس السياق، أشار إلى أن بداية تناول الإسلاميين لموضوع المرأة، انطبع بمنطق الوظائفية، بمعنى أن للرجل وظائف خاصة منسجمة مع تكوينه وللمرأة وظائفها منسجمة مع تكوينها الخاص.
وختاما عرفت الندوة نقاشا متميزا بين مختلف الحاضرين من فاعلين ومهتمين ومؤطرين تم خلاله تقديم مجموعة من المداخلات النوعية التي أغنت النقاش وكانت فرصة هامة لتبادل التجارب والخبرات.