منتدى الزهراء يشارك في فعاليات الدورة 61 للجنة وضع المرأة

شارك منتدى الزهراء للمرأة المغربية ممثلا بالأستاذتين سمية بنخلدون وبثينة قروري والأستاذ عبد العزيز استام في فعاليات الدورة 61 للجنة وضع المرأة بمقر الأمم المتحدة بنيويورك والتي خصصت هذه السنة لموضوع "التمكين الاقتصادي للمرأة في عالم العمل المتغير".

وقد عمل وفد المنتدى على متابعة مختلف الأنشطة الرسمية والموازية التي تعرفها أروقة مقر الأمم المتحدة، كما شارك في نفس الإطار بعرض للأستاذة بثينة قروري يوم الأربعاء 22 مارس 2017 في مقر الأمم المتحدة بنيويورك حول موضوع إعادة الاعتبار لعمل المرأة داخل البيت: نموذج المغرب reconsidering women house work:case of Morocco، وذلك خلال ورشة العمل المنعقدة حول تثمين دور الأمهات في الأسرة..

بداية أشارت الأستاذة إلى المبدأين الضابطين للموضوع ويتجلى الأول في أن الرجل ملزم بالنفقة على المرأة والبيت وأي مساهمة مادية تقوم بها المرأة في البيت هو تطوع من طرفها، وهذا المبدأ تم التنصيص عليه في قانون الأسرة وإن كانت التغيرات الاجتماعية والاقتصادية جعلته يعرف تحولات عميقة إذ نجد في المغرب مثلا أن المرأة هي المعيل الوحيد ل 20 % من الأسر المغربية، بمعنى أن النساء يشتغلن داخل وخارج البيت؛ فيما يتجلى المبدأ الثاني في أن المرأة غير ملزمة بالقيام بأعمال المنزل بل من واجب الزوج إذا كان موسرا أن يجلب لها خادما تقوم بأعمال البيت، بمعنى أن الدين الإسلامي يقيم عمل المرأة داخل البيت من خلال أجرة الخادمة التي تقوم بهذه الأعمال بدل ربة البيت، طبعا هذا المبدأ تخلت عنه قوانين الأسرة، وأصبحت التقاليد الاجتماعية هي السائدة.

وذكرت الأستاذة في معرض حديثها على أن النموذج التربوي والتكويني للأطفال المغاربة الذي يتسم بتوجهه نحو إعادة إنتاج السلوك والعلاقات الاجتماعية السائدة في المجتمع التقليدي هو الذي ينتقل إلى نموذج تقسيم العمل بين الرجل والمرأة عبر نظام التربية المتمايز بين الفتيان والفتيات. كما أشارت إلى أن عمل المرأة يساهم في خلق الثروة الوطنية فالعمل المنزلي خلال 2012 فاق 23 مليار ساعة كان فيها الزمن المخصص للمرأة لهذه الأنشطة هو هو 4 ساعات و46 دقيقة يوميا مقابل 27 دقيقة بالنسبة للرجال أي حوالي 73 يوم في السنة بالنسبة للنساء، مقابل ما يقرب من 7 أيام بالنسبة للرجال.

ولتقييم قيمة العمل المنزلي، يجب إسناد ثمن الساعات المخصصة له. ولا يمكن أن يكون هذا الثمن إلا افتراضي، لاسيما وأن ساعات العمل لا ترتكز على عملية تجارية. ففي حال تم ربطها بالحد الأدنى للأجر (12,24 درهم للساعة في 2012).تصل قيمة العمل المنزلي إلى 285 مليار درهم في 2012، أي 34,5% من الناتج الداخلي الإجمالي للمغرب برسم سنة 2012. وفي حال تقدير قيمة العمل المنزلي بمتوسط الأجور في الساعة مستخلص من المحاسبة الوطنية لكافة الأنشطة الاقتصادية والذي يقدر بـ 22 درهم للساعة. وفي هذه الحالة تقدر قيمة العمل المنزلي بـ 513 مليار درهم، أي 62% من الناتج الداخلي الإجمالي.

ومن جانب آخر، وباعتماد مدة العمل حسب الجنس التي يوفرها البحث الوطني حول التشغيل وحسب فروع الأنشطة الاقتصادية تساهم النساء في حدود 21% من الثروة الوطنية. وعلى هذا الأساس، تصل مساهمة النساء في الناتج الداخلي الموسع ليشمل الخدمات المنزلية غير التجارية، إلى 39,7% حسب السيناريو الأول وإلى 49,3% حسب السيناريو الثاني.

وتجدر الإشارة أن منتدى الزهراء للمرأة المغربية يتمتع بالصفة الاستشارية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة منذ 2010، وقد شارك عدة مرات ببيانات كتابية وشفوية، بكل من جنيف ونيويورك، أخرها بيان كتابي خاص بالدورة 61 للجنة وضع المرأة.