تلقينا في منتدى الزهراء للمرأة المغربية بمشاعر الأسى والألم الكبير خبر وفاة خمسة عشر (15) سيدة بسبب الازدحام والتدافع خلال عملية توزيع مساعدات غذائية بالجماعة القروية سيدي بوعلام بإقليم الصويرة.
وبهذه المناسبة المؤلمة نسأل الله تعالى أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته ويعجل بشفاء المصابين، ونتقدم بأحر التعازي لأسر الضحايا ولساكنة المنطقة وعموم الشعب المغربي.
ولا يفوت منتدى الزهراء للمرأة المغربية في هاته الواقعة الأليمة، أن يؤكد للرأي العام على ما يلي:
-إن هذه الفاجعة تعكس حجم الخصاص والحاجة الذي تعرفه العديد من مناطق المغرب المهمشة وتكشف حقيقة ما عليه الأوضاع المزرية لقطاعات واسعة من النساء المغربيات، وخصوصا في العالم القروي، اللواتي يعشن من دون أي حماية اجتماعية مؤسساتية للدولة تضمن لهن الحد الأدنى من شروط العيش الكريم في إطار تضامن وتماسك اجتماعي حقيقي وفعال، وتساءل بقوة نجاعة البرامج الحكومية الرامية لتخفيف حدة الفقر والهشاشة؛
- نؤكد على استعجاليه اتخاذ الدولة لتدابير إرادية تحقق إصلاح السياسات الموجهة للنساء المغربيات في وضعية الهشاشة الاجتماعية، عبر تيسير شروط إحداث تعاونيات نسائية في إطار الاقتصاد التضامني وتوسيع دائرة تدخل صندوق التماسك الاجتماعيوتمكين المستحقات من دعم مادي شهري يحفظ كرامتهن ويقطع مع مظاهر الإهانة الجماعية التي تشكلها بعض الظواهر غير المقبولة والتي منها الازدحام أمام مقرات الجمعيات لاستلام دعم قد لا يسمن ولا يغني من جوع؛
- دعـوة السلطات المنتخبة والترابية إلى التعاون مع منظمات المجتمع المدني والتي تضطلع بدور كبير في تخفيف آثار الفقر على شرائح واسعة من المواطنين والمواطنات، والحرص على إنجاح المبادرات التي تكتسي طابعا خيريا أو اجتماعيا وتغطي مجالات هي من مسؤولية الدولة وواقعة ضمن التزاماتها، بما يمكن من تحديث وتطوير كل التدخلات الاجتماعية وجعلها تتم في شروط صارمة تضمن حماية كرامة المستفيدين منها وتحفظ سلامتهم الجسدية والمعنوية؛ وفي هذا الإطار فإننا نطلب رئيس الحكومة بفتح تحقيق في هذه النازلة ومحاسبة كل من ثبت تورطه في تحريف المبادرة الإحسانية عن أهدافها النبيلة.
- دعوتنا لفتح نقاش مسئول يتجاوز الظواهر السطحية لمعالجة المشاكل الحقيقية التي تعاني منها المرأة المغربية والتي باتت المخاطر التي تحيط بها بمختلف المناطق مدعاة للقلق مما يستدعي العمل الفوري على إصلاحها.