إيمانا من منتدى الزهراء للمرأة المغربية بضرورة تسليط الضوء على موضوع الأسرة في ظل التحولات المجتمعية، وذلك لما تلعبه من دور أساسي في المجتمع باعتبارها الحاضنة لجميع أفراده، فقد اختار المنتدى، في سياق مشاركته في الدورة 24 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، تنظيم ندوة ثقافية فكرية ترصد السياسة الأسرية في عالم متغير، يوم السبت 10 فبراير 2018، بمشاركة ثلة من الباحثين والمهتمين بقضايا الأسرة بالمغرب.
وقد تطرق الدكتور محمد ابراهمي الباحث في قضايا الأسرة، إلى موضوع الأسرة والقيم بين المقاربتين الوضعية والمرجعية، حيث حدد بداية الأسس المنهجية لتناول الموضوع ثم ذكر التحديات التي تواجه الأسرة المغربية المعاصرة، وختم مداخلته ببسط المنطلقات والمقاصد لكلا المقاربتين في موضوع الأسرة موضحا المنهج الوسطي للارتقاء بها نحو الأفضل.
من جهته أشار الأخصائي في علم الاجتماع الدكتور عبد السلام الكرومبي إلى دور الأسرة في بناء الأمن النفسي والاجتماعي حيث وقف عند أهم التحديات التي تواجهها الأسرة اليوم، ثم قدم تحليل لدور الأسرة باعتبارها نسق تفاعلي.
وفي نفس السياق أكد الناشط في المجتمع المدني الدكتور الكرومبي على ضرورة اكتساب الأسرة للمهارات اللازمة لأداء دورها في بناء الأمن النفسي للأجيال باعتباره شرط أساسي لتحقيق الأمن الاجتماعي .
من جانبها قدمت الخبيرة في مجال الأسرة ورئيسة المجلس الإداري لمنتدى الزهراء للمرأة المغربية الدكتورة سمية بنخلدون مداخلة بعنوان الأسرة والسياسة الأسرية بين الواقع والمأمول، والتي تناولت فيها واقع الأسرة في السياسات العمومية انطلاقا من إحصائيات وأرقام وفق منهجية علمية دقيقة خلصت من خلالها إلى ضعف تناول السياسات العمومية لموضوع الأسرة رغم الأهمية القصوى التي يكتسبها في بناء المواطن والوطن.
وطالبت الدكتورة بنخلدون في ختام مداخلتها بضرورة إدماج المقاربة الأسرية في السياسات العمومية كشرط أساسي للنهوض بالأسرة المغربية وتمكينها من أداء دورها في التنمية المجتمعية.
وفي نفس اليوم احتضن رواق منتدى الزهراء للمرأة المغربية حفل تقديم وتوقيع كتاب "ملف الصحراء المغربية" للأستاذة نسرين بوخيزو أستاذة بكلية الحقوق بطنجة.
وقد حظي الكتاب باهتمام كبير من لدن رواد المعرض الدولي للنشر والكتاب، لما للقضية الوطنية من مكانة مقدرة لدى عموم المغاربة.