نظمت جمعية كرامة لتنمية المرأة ومنتدى الزهراء للمرأة المغربية بشراكة مع وزارة العدل ندوة جهوية في موضوع: "سبل مناهضة العنف والاستغلال الجنسي ضد النساء"، وذلك يوم الأربعاء 12 شتنبر 2018 على الساعة 15:00 مساء بمؤسسة الرعاية الاجتماعية دار الكرامة وذلك تنفيذا لمشروع "مبادرة الكرامة" لأجل وقف العنف والاستغلال الجنسي لنساء المغرب وتحت شعار "مساهمة العنف وكل أوجه الاستغلال ضد المرأة رهان أساسي لتحقيق الأمن المجتمعي".
وقد عرفت الندوة حضور مختلف الهيئات الجمعوية والحقوقية، والصحافية بالإضافة إلى باحثين مهتمين بالموضوع. وقد اشتمل برنامج الندوة على العديد من المداخلات التي سلطت الضوء على أهم المستجدات التي جاء بها القانون رقم 103.13 المتعلق بمناهضة العنف ضد النساء.
استهلت الندوة بكلمة رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية الأستاذة عزيزة البقالي التي أبرزت أن العديد من النساء تمارس عليهن أشكال متعددة من العنف المرئي وغير المرئي واعتبرت أن محاربة العنف ضد النساء يتطلب اعتماد مقاربة شاملة، بالنظر إلى أن الجوانب القانونية تشكل فقط جزءا من الحماية. وفي هذا الإطار يبرز دور المجتمع المدني كفاعل أساسي يسهر على تتبع وتقييم القانون الجديد.
وأوضحت الدكتورة نسرين بوخيزو أستاذة التعليم العالي وممثلة العيادة القانونية لحماية حقوق المهاجرين واللاجئين بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة أن أغلب النساء الممتهنات للتهريب المعيشي بالمعبر الحدودي باب سبتة ينحدرن من أوساط فقيرة ويتحملن كل أشكال الاستغلال والإهانات في سبيل لقمة العيش. وكشفت عن النتائج الصادمة لدراسة سوسولوجية أنجزت حول أوضاع هؤلاء النساء والتي بينت أن هناك أزيد من عشرة ألاف حمالة تعيش وضعا مزريا بالمعبر.
وتطرقت الأستاذة فتيحة اليعقوبي رئيسة جمعية منتدى المرأة بالعرائش وممثلة منظمة MZC الإسبانية بالمغرب إلى أشكال العنف الممارس ضد النساء العاملات بالزراعة الموسمية بحقول الفراولة جنوب الأندلس والذي يتمثل في الشروط المهينة التي تفرض عليهن أثناء مرحلة الانتقاء وسحب جوازات سفرهن بعد وصولهن إلى إسبانيا وعدم التزام شركة زراعة الفراولة ببنود عقد العمل بالإضافة إلى غياب المراقبة من طرف وزارة الشغل ناهيك عن الاستغلال الجنسي من طرف بعض المشغلين والوسطاء.
وأكدت الأستاذة زكية اليملاحي ممثلة عن التكتل الجمعوي لطنجة الكبرى على ضرورة حماية النساء المهاجرات المنحدرات من إفريقيا جنوب الصحراء من العنف الذي يتعرضن له أثناء السفر في إتجاه بلدان الهجرة وبحثهن عن العمل.
ودعمتها في الطرح الأستاذة مليكة السواني رئيسة جمعية عرفان لك حيث حيت أشارت إلى الحاجة الملحة لإنشاء مراكز الاستماع للنساء الإفريقيات بهدف تحديد المشاكل التي يتعرضن لها وسبل تحقيق الحماية لهن.
ومن جانبها ترى الأستاذة وفاء بن عبد القادر رئيسة جمعية كرامة لتنمية المرأة أن القضاء على العنف بكل أشكاله هو رهان كل بلد يروم تحقيق الديمقراطية والمساواة بين الجنسين، وكشفت عن إحصائيات مراكز الاستماع التابعة لجمعية كرامة والتي تظهر ارتفاع نسبة حالات العنف ضد النساء بشكل مهول وبروز ظواهر عنف غريبة على المجتمع مما يستوجب تسريع تفعيل القانون 103.13 المتعلق بمناهضة العنف ضد النساء ونشر الوعي في أوساط المجتمع المغربي بالحقوق والواجبات الأسرية وكذا غرس القيم الفضلى في الناشئة. وفي نفس السياق عرضت الأستاذة حالات حية لنساء معنفات استطعن كسر جدار الصمت وقمن بسرد قصصهن على الحضور منها شهادة السيدة الإفريقية Georgette Aurélie رئيسة جمعية (AMID) ورئيسة جمعية كرامة لتنمية المرأة حول واقع النساء الإفريقيات، كما أدلت زوجة مسنة بالعنف الممارس عليها والضرب والطرد التي تعانيه من طرف زوجها.
كما قدمت سيدة شهادة أخرى بينت مدى معانتها مع جارها الذي يتحرش بها وبحكم وصفه الاجتماعي فإنه يكيد لها المكائد ويجعلها تعيش في واقع غير أمن.
وفي ختام الندوة أصدرت عدة توصيات من بينها:
- مكافحة ظاهرة الاستغلال الجنسي بجميع الوسائل.
- توعية المجتمع والنساء خاصة بحقوقهن.
- فتح أبواب الشراكات على المجتمع المدني، وتسهيل ولوجه للمؤسسات التعليمية لتربية الناشئة على ثقافة العدالة الاجتماعية ومناهضة العنف.
- الحرص على تسريع تفعيل قانون 103.13 محاربة العنف ضد النساء لردع الجناة والضرب على يد المتجرئين على تعنيف النساء.