تحت شعار "بلغي وارتاحي" نظم منتدى الزهراء للمرأة المغربية أيام 14/15/16 فبراير 2020 بالمعهد الوطني للتكوين في حقوق الانسان –ادريس بنزكري-ملتقى تكويني للشابات في مجال التبليغ عن العنف ضد النساء، كاستمرارية لمساره النضالي للنهوض بالحقوق الإنسانية للنساء وإيمانا منه بدوره في المساهمة في الترافع وتطوير مبادرات نوعية في مجال حماية المرأة من كل أشكال العنف من خلال مقاربة تشاركية ينخرط فيها الجميع.
ويأتي هذا الملتقى في إطار مشروع ارتياح "من أجل التبليغ عن العنف ضد المرأة" كخطوة نوعية وأولية تخطوها الشابات نحو التبليغ عن العنف ضد النساء عبر تمكينهن من تملك الاليات الضرورية واكتساب أساليب جديدة في مجال التبليغ من خلال استثمار ما تتيحه البيئة الالكترونية من اليات حديثة بغية نشر ثقافة التبليغ ونبذ العنف ومناهضته.
وانطلقت أشغال هذا اللقاء التكويني بجلسة تقديمة تم من خلالها القاء كلمة ترحيبية باسم المنتدى حيث تم التنويه بالمجهود ات المبذولة في هذا الصدد مع ضرورة انخراط الجميع للنهوض بأوضاع المرأة المغربية كما قدم مدير المشروع محاور البرنامج وميثاق الملتقى يلتزم فيه الجميع بالتنزيل الجيد لهدا المشروع التشاركي ليتم بعد ذلك عرض الإطار القانوني لمناهضة العنف ضد المرأة كمحور تأطيري لتقوية قدرات الشابات في تملكه.
وحرصا من المنتدى على الانفتاح على التجارب الناجحة في مجال التبليغ عن العنف تم عرض مجموعة من التجارب لمؤسسات التكفل بالنساء ضحايا العنف على المستوى الوطني والدولي لبناء استراتيجية ترافعية شاملة وهادفة.
وتم افتتاح اليوم الثاني للملتقى بكلمة للسيدة عزيزة البقالي القاسمي، رئيسة منتدى الزهراء، عبرت من خلالها على مدى اعتزازها بهذا النضال والمسار الذي قطعه المنتدى للنهوض بالحقوق الإنسانية للنساء، كما أكدت على أهمية هذا المشروع وراهنتيه بعد تزايد نسب العنف الممارس ضد النساء متمنية النجاح للمحطات المقبلة للمشروع الذي يقتضي انخراط الجميع. من جهته ثمن ممثل وزارة العدل هذه الشراكة ومجهودات المنتدى التي تنسجم مع توجهات الوزارة التي تسعى من خلال سياستها الالتقائية لمحاربة العنف ضد النساء.
كما تم تسليط الضوء خلال هذا اليوم على الجهاز المفاهيمي المؤطر للعنف الممارس ضد النساء وضرورة مأسسة الخطاب الترافعي الاعلامي لمناهضة العنف بكل أشكاله إلى جانب عرض الإطار المؤسساتي للتكفل بالنساء ضحايا العنف كمحاور مهمة لتقوية المكتسبات المعرفية للمشاركات.
وتخللت اللقاء مجموعة من الورشات التفاعلية تمت وفق مقاربة تشاركية من خلال العمل على اكتساب مهارات وتقنيات الإنتاج الإعلامي و كيفية توظيف وسائل التواصل الاجتماعي إعلاميا مع ضرورة استثمار ما تتيحه البيئة الالكترونية من إمكانيات حديثة من أجل التشجيع على التبليغ عن العنف لتمكين الشابات من تملك الاليات الضرورية لإعداد وقيادة حملات تحسيسية حول مناهضته عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وفق استراتيجية ترافعية بناءة للخروج بمقترحات ومقتضيات إجرائية وفق خطة عمل ما بعد الملتقى والتي أكد فيها الجميع على الانخراط الفعلي لإنجاح هذا الورش الإنساني وضمان عيش كريم لكل امرأة مغربية في بيئة صديقة بدون عنف.
وبعد عرض المنتوجات الإعلامية التي تم إبداعها تحت إشراف كل من الأستاذة هاجر الجندي -التي تم تكريمها خلال هذا الملتقى- والأستاذ محسن عوا، تم اختتام الملتقى التكويني بكلمة شكر لكل من ساهم في إنجاح هذا الملتقى التكويني والتأكيد على انخراط المنتدى من أجل التحسيس وتشجيع التبليغ عن العنف ضد النساء خلال المحطات المقبلة لمشروع ارتياح.