أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 17 مارس 2020 الساعة 10:13


حول "كورونا"... أحدثكم


مع انتشار الوباء أو ما سمته منظمة الصحة العالمية جانحة نجد أنفسنا أمام مجهول لا نعلم ولا أحد يعلم حجمه وتداعياته.. ففي الصين استطاعوا أن يتغلبوا عليه و يحاصروه، بالمقابل في أوروبا ما زال يتسابق مع الزمن ويحصد الأرواح تلو الأرواح.. نسمع كثيرا عنه ولا نعرف ما الصحيح.
الدول أو بالأحرى الشعوب التي استهانت به تدفع اليوم الكثير من الأثمان. فإيطاليا مثلا وصلت اليوم لحالة العجز عن علاج جميع المرضى واستقبالهم في المستشفيات.
قالوا لنا أن من يموت فقط من كبار السن والناس ذوي الأمراض المزمنة، وسمعنا اليوم عن وفيات جدد بين شباب أصحاء لا يعانون من أي شيء.
سواء كنا أمام عدو  شرس  يطور من خصائصه وآليات دفاعه بسرعة فائقة ليحصد الجميع، أم أمام مرض يفتك بالفئة الهشة من المجتمع، فنحن أمام مسؤولية اجتماعية اليوم، ليس فقط لحماية نفسنا وأحباءنا، وإنما لحماية المجتمع أكمله.
جميع الدول اليوم تتحمل مصاريف وخسائر فادحة في سبيل حصر المرض  وعدم انتشاره، لأن انتشاره يعني كارثة عالمية وخروج كل شيء عن السيطرة.
لا تملك أي دولة الإمكانيات لمجابهته في حال انتشاره. عدد الحالات في إيطاليا قبل 15 يومًا مثلًا كانت 270 حالة، واليوم 21157  حالة لحد كتابة هذا المقال وأزيد من 1800 وفاة.
حتى اشرس الحروب لم تحصد كل هذه الأرواح.
اليوم نرى استهتارا فظيعا من قبلنا، خصوصا إن كنا في دول مازالت الحالات فيها قليلة مقارنة بأخرى، ولكن إن أخدنا بعين الاعتبار ما حصل في إيطاليا و إسبانيا وفرنسا ودول أخرى وكل الإجراءات المتخذة في العالم أجمع، يجب أن نأخذ احتياطاتنا ونتحمل مسؤوليتنا الاجتماعية جميعا بدون تهاون قبل فوات الأوان.
في المقابل لا ننسى أخد درس من الدول التي حاصرت المرض كالصين، لأن أهم الأسباب كانت هو التزام الشعب الكامل بالتعليمات والحجر المنزلي الذي ساعد في حجر انتشار المرض فركزت الدولة على علاج من كان مريضا و ليس مراقبة الجميع.  روسيا لم تتأثر كثيرا بالمرض لامتلاكها أكبر نظام أمني حدودي. إسرائيل اعتزمت تطبيق برنامج مكافحة الإرهاب لخطورة النازلة لتستطيع مراقبة هواتف الجميع لضبط التزامهم بالتعليمات ومعرفة اختلاطهم بالآخرين لحصر المرض.
مسؤوليتنا الاجتماعية لا تتطلب تهويل الأمر والهجوم على المحلات لشراء الأخضر واليابس، فلسنا مقبلين على مجاعة عالمية. و ليست كذلك الاستهتار والاستهانة بالأمر و جعل توقف الدراسة والعمل فرصة للسفر والفسحة والاستجمام، فالدول لم تتكلف كل هذا العجز لترفيهنا وإنما هي إجراءات إجبارية قبل خروج الأمور عن السيطرة التامة عالميا، ونحن كأفراد دورنا الآن ربما أهم من دور الدول و الحكومات في الالتزام بحصر المرض والتقليل من انتشاره بتقليل اختلاطنا و احتكاكنا بالآخرين واتخاذ كل وسائل النظافة والوقاية.
نحن اليوم أمام عدو شرس لا يرحم وربما كارثة عالمية قادمة، فلا ننسى أن نتسلح بالمطلوب و نتساعد دولة ومجتمعا و فردا قبل فوات الأوان.
نائلة بن صبيح طبيبة نفسية مغربية مقيمة بكندا

 






 هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم

ضغط هنـا للكتابة بالعربية

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



الزهراء يعقد مجلس شبكته الثالث ويشيد بحصيلة جمعياته

لماذا لا تتعاطى الدولة المغربية بجدية مع الاستغـلال الجنسـي / بقلم الدكتورة نجـاة الكـص

جمعية رمال بكلميم تحتفي بالأسرة

حول "كورونا"... أحدثكم

حول "كورونا"... أحدثكم