منذ أواخر دجنبر2019 شكلت مدينة ووهان الصينية شرارة انطلاق عدو غير مرئي لم
يعرف أصله ولا فصله، بدأ في اجتياح الصين، وانتقل لأوروبا وبقية بلدان العالم العربي.
هو فيروس ليس كباقي الفيروسات التي مرت على البشرية شغل الناس، أسال المداد على
الصحف، قلب العالم رأسا على عقب، تأثيراته تنوعت وأخذت أشكالا أخرى ذات بعد
اقتصادي، سياسي، نفسي وأسري.
ماذا عن النساء المعنفات؟ ماذا فعل الحجر بهن؟ هل حجر قلوب أزواجهن أكثر؟ هل الرابط
الأسري لم يعد حيا في زمن الحجر الصحي؟ من يصغي لأنينهن؟ ومن يدعم نفسيتهن؟
نعم يا سادة، هو الكورونا المستجد، جاء وعصف بكل الأمور التي ألفتها البشرية، غير
أنماط العيش لدى الاسرة في كل بقاع العالم. الأسرة المغربية ليست بمنأى عن ذلك التغيير
المفاجئ، فرض علينا حجرا صحيا ليس بصحي على المرأة التي تتعرض للعنف المنزلي
في ظل أزمة صحية تشدد الخناق، نسبة الضغط تزداد ويبحث أين يفرغ ضغطه النفسي،
ارتفعت نسبة الطلاق بعد الحجر الصحي الطفرة العالمية المروعة للعنف المنزلي الذي
تفاقم بسبب الحجر الصحي. وأصبح العالم يغرق في صمت وكأننا فطمنا على عجل.
نساء تتعرضن لعنف منزلي وهن في وضعيات مختلفة، نساء حوامل، مصابات بالسرطان
ويمارس عليهن العنف المنزلي صوتهن يعلوا وبقوة تحت سقف الحجر الصحي وكأنه
مازال في النفس ما تقوى على تحمله بعد كل ما فعلته كورونا بنا.
وفي المغرب، كشفت النتائج الأولى التي تقاسمتها المندوبية السامية للتخطيط للمسح الوطني
حول انتشار العنف ضد المرأة الذي تم إجراؤه عام 2019، أن الوسط المعيشي الذي يشمل
السياق الزوجي والأسري، بما في ذلك الاصهار، يظل الأكثر تمييزا بالعنف، حيث يبلغ
معدل انتشار العنف المنزلي في المغرب 52 في المئة، أي 6.1 مليون امرأة بل إنه يسجل
زيادة بمقدار نقطة واحدة مقارنة بالمسح الذي أجري عام 2009
والمغرب والاتحاد الأوروبي ومجموعة من الدول اتخذوا مبادرة إعداد إعلان مشترك لدعم
النداء الجديد للأمم المتحدة، والذي جاء في مضمونه: اعتبار الوقاية من العنف المنزلي
عنصرا أساسيا في الاستجابات الوطنية والعالمية لجائحة كورونا وعدم التسامح إطلاقا مع
العنف المنزلي.
وفي الأخير، نقول رفقا بالنساء يكفينا هذا الوباء. *
أيوب رشداد
* مقال رأي تم انجازه في إطار"برنامج الإعلاميين الشباب" الذي يندرج في مشروع "إشراك" القيادات الجمعوية في
الترافع وتقييم السياسات العمومية المنظم من طرف "منتدى الزهراء للمرأة المغربية" والممول من طرف الوكالة الأمريكية
للتنمية الدولية.
الآراء المعبر عنها من طرف كاتب المقال لا تعبر بالضرورة عن موقف "المنتدى" أو ممول المشروع.
منذ أواخر دجنبر2019 شكلت مدينة ووهان الصينية شرارة انطلاق عدو غير مرئي لم يعرف أصله ولا فصله، بدأ في اجتياح الصين، وانتقل لأوروبا وبقية بلدان العالم العربي.
هو فيروس ليس كباقي الفيروسات التي مرت على البشرية شغل الناس، أسال المداد على الصحف، قلب العالم رأسا على عقب، تأثيراته تنوعت وأخذت أشكالا أخرى ذات بعد اقتصادي، سياسي، نفسي وأسري.
ماذا عن النساء المعنفات؟ ماذا فعل الحجر بهن؟ هل حجر قلوب أزواجهن أكثر؟ هل الرابط الأسري لم يعد حيا في زمن الحجر الصحي؟ من يصغي لأنينهن؟ ومن يدعم نفسيتهن؟
نعم يا سادة، هو الكورونا المستجد، جاء وعصف بكل الأمور التي ألفتها البشرية، غير أنماط العيش لدى الاسرة في كل بقاع العالم. الأسرة المغربية ليست بمنأى عن ذلك التغيير المفاجئ، فرض علينا حجرا صحيا ليس بصحي على المرأة التي تتعرض للعنف المنزلي في ظل أزمة صحية تشدد الخناق، نسبة الضغط تزداد ويبحث أين يفرغ ضغطه النفسي، ارتفعت نسبة الطلاق بعد الحجر الصحي الطفرة العالمية المروعة للعنف المنزلي الذي تفاقم بسبب الحجر الصحي. وأصبح العالم يغرق في صمت وكأننا فطمنا على عجل.
نساء تتعرضن لعنف منزلي وهن في وضعيات مختلفة، نساء حوامل، مصابات بالسرطان ويمارس عليهن العنف المنزلي صوتهن يعلوا وبقوة تحت سقف الحجر الصحي وكأنه مازال في النفس ما تقوى على تحمله بعد كل ما فعلته كورونا بنا.
وفي المغرب، كشفت النتائج الأولى التي تقاسمتها المندوبية السامية للتخطيط للمسح الوطني حول انتشار العنف ضد المرأة الذي تم إجراؤه عام 2019، أن الوسط المعيشي الذي يشمل السياق الزوجي والأسري، بما في ذلك الاصهار، يظل الأكثر تمييزا بالعنف، حيث يبلغ معدل انتشار العنف المنزلي في المغرب 52 في المئة، أي 6.1 مليون امرأة بل إنه يسجل زيادة بمقدار نقطة واحدة مقارنة بالمسح الذي أجري عام 2009
والمغرب والاتحاد الأوروبي ومجموعة من الدول اتخذوا مبادرة إعداد إعلان مشترك لدعم النداء الجديد للأمم المتحدة، والذي جاء في مضمونه: اعتبار الوقاية من العنف المنزلي عنصرا أساسيا في الاستجابات الوطنية والعالمية لجائحة كورونا وعدم التسامح إطلاقا مع العنف المنزلي.
وفي الأخير، نقول رفقا بالنساء يكفينا هذا الوباء. *
أيوب رشداد
* مقال رأي تم انجازه في إطار"برنامج الإعلاميين الشباب" الذي يندرج في مشروع "إشراك" القيادات الجمعوية في الترافع وتقييم السياسات العمومية المنظم من طرف "منتدى الزهراء للمرأة المغربية" والممول من طرف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
الآراء المعبر عنها من طرف كاتب المقال لا تعبر بالضرورة عن موقف "المنتدى" أو ممول المشروع.