تشير عدد من الدراسات والتقارير الرسمية والغير الرسمية على أن النساء الأكثر حظا اتجاه فيروس كورونا، بحيث أن هذا الحظ يتجلى في إصابة الرجال بفيروس كرونا أكثر من النساء، أي أن الرجال هم الأكثر عرضة إلى الاصابة، وتفسير هذا عند بعض العلماء والمختصين يعود إلى الاختلاف بين جهازي المناعة عند كل من النساء والرجال، فقد جاء في الدراسة أن فيروس كورونا يشكل خطرا على الرجال أكثر من النساء، حسب ما جاء في موقع "جي أم إكس" الألماني.
وذكر الموقع أنه عندما تفشى فيروس "سارس" عام 2003 شكل ذلك أيضا خطرا على الرجال أكثر من النساء، وسجلت الوفيات حينها ارتفاعا بنسبة 50% مقارنة بنسبة الوفيات لدى النساء، حسب نتائج الدراسة التي نشرتها المجلة العلمية أنلز أوف إنترنال ميديسين "annals of internal medicine"
ويعتقد الاختصاصيون أن انخفاض نسبة الوفيات في صفوف النساء راجع بالأساس إلى قوة جهاز المناعة لدى العنصر الأنثوي، وأكدوا أن النساء قادرات على محاربة الفيروس المتحول الجديد.
لكن الحظ عند النساء في زمن كرونا المستجد يقف عند هذا الحد، بحيث أن خطر العنف المنزلي يتضاعف إلى ثلاث مرات في فترة الحجر الصحي بالمقارنة مع الفترة العادية، كما هو الأمر بالنسبة للاستغلال الجنسي بحيث تشير الدراسات الأولية القادمة من الصين إلى أن وباء كوفيد 19 كان له الأثر الكبير على تزايد معدلات العنف المنزلي، حيث تضاعفت ثلاث مرات عدد الحالات المبلغ عنها لدى الشرطة المحلية في فبراير من هذه السنة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.
كذلك لا يمكننا نسيان دور المرأة الجوهري والرئيسي في المحاربة والحد من تزايد انتشار هذه الجائحة في مختلف القطاعات العسكرية والشبه العسكرية والصحية والشبه الصحية، إن النساء تشكلن ٪57 من الاطقم الطبية و٪66 من المساعدين الطبيين و٪64 من موظفي الخدمات المدنية في القطاع الاجتماعي، وهذا المعطى قد يشكل أيضا خطرا على الأسرة في زمن كورونا، بحيث يزيد ثقل المهمة لدى النساء العاملات، خصوصا وأن المرأة تؤدي وضيفتها أيضا داخل منزلها من رعاية لأسرتها، بحيث تشكل الرعاية المنزلية بالنسبة للمرأة سبع أضعاف مقارنة بالرجال داخل المنزل .
كذلك هناك النساء العاملات داخل المعامل والشركات الذين يرابطون داخل مقرات عملهم من أجل توفير مجموعة من الحاجيات الاقتصادية من بينها الكمامات واللوازم الطبية، هم كذلك الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى، بالإضافة إلى الضغوط النفسية والجسدية والوضعية الغير مناسبة للعمل .
كما لا يمكننا إلى أن نحي بحرارة كافة النساء ربات البيوت على مساهمتهم وانخراطهم في كافة التدابير المتخذة من طرف الدولة المغربية، وحرصهم على سلامة أسرهم من خلال بقائهم داخل منازلهم، والحرص على تعلم ابنائهم عبر منصات التعليم عن بعد، وأيضا على تماسك أسرهم داخل مدة الحجر الصحي. *
عبد الصمد احجيوج
* مقال رأي تم انجازه في اطار"برنامج الإعلاميين الشباب" الذي يندرج في مشروع "إشراك" القيادات الجمعوية في الترافع وتقييم السياسات العمومية المنظم من طرف "منتدى الزهراء للمرأة المغربية" والممول من طرف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
الآراء المعبر عنها من طرف كاتب المقال لا تعبر بالضرورة عن موقف "المنتدى" أو ممول المشروع.