في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات حربا ضروسا على وباء كورونا المستجد بفرضها للحجر الصحي ومنعها الخروج من المنازل، أعلنت نساء قصور ودواوير الجنوب الشرقي وبالضبط جماعة أملاكو التابعة ترابيا لإقليم الرشيدية تمردا على الوباء الفتاك وخرجن اضطرارا لجلب الكلأ لماشيتهن وقضاء بعض أشغالهن الفلاحية.
فاضمة تبلغ من العمر 43 عاما متزوجة أم ل 3 أطفال، رسم الزمن على وجهها أخاديد وخطوط شاهدة على كدها وتعبها، التقيناها وأكدت أنها وباقي نساء القصر مضطرات للخروج والاستمرار في رحلتهن الروتينية إلى الحقول بغية جلب الكلأ لماشيتهن، مصدر رزقهن الوحيد.
وتضيف المتحدثة ذاتها، أن لاشيء تغير لديها في زمن كورونا وفرض الحجر الصحي، تقطع يوميا مسافة تقرب الكيلومتر لجلب الأعشاب لماشيتها غير آبهة بالوباء سلاحها الوحيد الدعاء على حد تعبيرها.
وبصوت ممزوج بنبرة أمل بغد أفضل تؤكد فاضمة أنها تتابع الحالة الوبائية ببلادنا وواعية بخطورة هذا الوباء، لكن الوضع بالنسبة لها ولكثيرات من مثيلاتها لا يساعد على المكوث في المنازل والالتزام بالحجر الصحي وتقول: "إلا ماخرجتش نجيب الفصة شنو غانعطي للماشية شنو تاكل البقرة.. نطلبوا الله يرفع علينا البلاء والوباء".
وتمثل فاضمة صورة لنساء العمق التي حملن على عاتقهن مسؤولية تربية ماشيتهن والاعتناء ببيوتهن في زمن الكورونا:
هن منسيات في زمن الكورونا وقبل الكورونا مكافحات ولا يحسب لهن حساب حملهن ثقيل وصبرهن طويل.
وفي سياق متصل، قالت فاضمة إن أسرتها وباقي أسر القصر لازلن ينتظرن الدعم المالي الذي يستفيد منه الأشخاص المنخرطين في خدمة راميد في إطار الطوارئ الصحية التي أقرتها السلطات المعنية بسبب جائحة كورونا مؤكدة أن هذا الدعم سيخفف شيئا من معاناتهن.
ونظرا لما يمثله وباء كورونا من خطر وتهديد وجب على السلطات التعجيل بإيجاد حلول لهذه الفئة كتوزيع الأعلاف ومنح المساعدات الاجتماعية وصرف الدعم المالي للأسر في أقرب الآجال. *
فاطمة المو
* مقال تم انجازه في إطار"برنامج الإعلاميين الشباب" الذي يندرج في مشروع "إشراك" القيادات الجمعوية في الترافع وتقييم السياسات العمومية المنظم من طرف "منتدى الزهراء للمرأة المغربية" والممول من طرف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
الآراء المعبر عنها من طرف كاتب المقال لا تعبر بالضرورة عن موقف "المنتدى" أو ممول المشروع.