بيان للتعبئة من أجل مناهضة العنف ضد النساء

   بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء يوجه منتدى الزهراء للمرأة المغربية تحية إكبار للنضال المتواصل والمستمر لمكونات المجتمع المدني المغربي من أجل إنصاف المرأة المغربية وتمكينها من التمتع بكامل حقوقها الدستورية، ويعلن انخراطه إلى جانب مختلف الفاعلين في الحملة الوطنية 18 لمناهضة العنف ضد النساء المندرجة في سياق محطة 16 يوم العالمية لأجل تكثيف الجهود لمناهضة العنف ضد النساء والتي تمتد من 25 نونبر إلى 10 دجنبر، متطلعا إلى القضاء على كافة أشكاله، والوصول إلى مجتمع تتمتع فيه النساء والرجال على حد سواء بالكرامة والمساواة والعدالة الاجتماعية.

    وفي هذا السياق، وإذ يثمن المنتدى كل الإجراءات الحكومية المبذولة للحد من العنف الممارس ضد النساء وتوفير الحماية للمعنفات، وينوه بالمجهودات التي تبذلها رئاسة النيابة العامة في مجال مواكبة تنزيل مقتضيات القانون 103-13 المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء والمسار المهم الذي ترسيه اللجنة الوطنية للتكفل بالنساء ضحايا العنف بعد تشكيلها وفق مقتضيات القانون 103-13، كما يدعم المسار التشاوري الذي أطلقته وزارة التضامن من أجل إعداد الإطار الاستراتيجي لمناهضة العنف ضد النساء.

   فإنه في ذات الآن، وبالنظر إلى ما يرصده من خلال عمل مراكز الاستماع والإرشاد الأسري المنضوية في شبكة منتدى الزهراء للمرأة المغربية، وما تتناقله وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، الاستمرار المقلق لظاهرة العنف الموجه ضد المرأة بأشكاله المختلفة، وتزايد حالات قتل النساء وبطرق بشعة، ناهيك عن تداعيات الجائحة التي عمقت الاشكاليات المرتبطة بالعنف ضد النساء وساهمت في تطوير أساليب جديدة للعنف خاصة على المستوى الرقمي، مما قد يساهم في تعميق الفجوة بين التشريعات والإجراءات والتدابير المعتمدة وبين الواقع المعيش.

 فإننا وبهذه المناسبة نطالب الحكومة بمضاعفة جهودها لمحاربة هذه الظاهرة  وذلك عبر:

•     تكثيف التعبئة من أجل نشر قيم التعايش ونبذ العنف وترسيخ ثقافة احترام النساء وتكريس كرامتهن وتمتيعهن بحقوقهن؛
•      العمل على بلورة و إرساء سياسة أسرية شمولية ومندمجة تدعم استقرار الأسرة وتماسكها وتقوي أدوارها في التنشئة على قيم الكرامة والمساواة والتعاون ونبذ العنف؛
•     العمل على تعزيز الدعم بالنسبة للجمعيات النسائية ومراكز الاستماع والإرشاد لضمان استمرارية خدماتها باعتبارها دعامة أساسية لتدخلات الدولة في مناهضة العنف، مع توفير الحماية اللازمة للمراكز وللعاملين في مجال مناهضة العنف ضد النساء؛
•     تشجيع التبليغ عن العنف وتأمين حماية المبلغين والشهود، وتطوير منظومة التكفل بالنساء المتضررات من العنف، مع وضع نظام واضح ومتكامل للخدمات يدمج كل المتدخلين، واعتماد  آليات لتتبع وتقييم عمل خلايا التكفل وتعزيزها؛
•     دعم تطوير خدمات مؤسسات إيواء النساء ضحايا العنف والفتيات القائمة وإحداث  مؤسسات جديدة ومتخصصة وبالعدد الكافي، والحرص على ملائمة خدمات التكفل لكل النساء بمختلف مستوياتهن وأوضاعهن مع إيلاء عناية خاصة بالنساء في وضعية هشة؛

•      توسيع منظومة وشبكة خدمات التكفل بالنساء ضحايا العنف وتمكينهن بالخصوص من الحصول على الخدمات الصحية باعتماد نظام القرب؛
•     العمل على تطوير الإطار القانوني بما يوفر الوقاية ويؤمن الحماية القبلية والاستباقية للنساء من العنف وتيسير ولوجهن للعدالة وتأمين المساعدة القضائية فيما يتعلق بقضايا العنف ضد النساء؛
•      اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة وبالحزم المطلوب لمحاصرة جرائم العنف واستغلال النساء، ووضع برامج تنموية تسهم في الحد من جميع أشكال الهشاشة الاجتماعية الاقتصادية و محاربة المخدرات، والحرص على تعزيز دور جميع الشركاء بما فيهم جمعيات المجتمع المدني؛

وأخيرا فإننا، في منتدى الزهراء للمرأة المغربية ومكونات شبكته الجمعوية، نعلن للرأي العام عن إطلاق فعاليات القافلة الرقمية والحضورية للتوعية والتحسيس في مجال نشر ثقافة مناهضة للعنف ضد النساء والتشجيع على التبليغ عنه.

 

عن مكتب منتدى الزهراء للمرأة المغربية