في سياق الحملة الترافعية التي يقودها منتدى الزهراء للمرأة المغربية، لتعديل المادة 49 من مدونة الأسرة، وبغية خلق نقاش تشاركي داخل المؤسسة التشريعية في الموضوع، عقد وفد من المنتدى برئاسة الأستاذة عزيزة البقالي القاسمي يومي الثلاثاء والأربعاء 9-10 فبراير 2021، جلسات للترافع مع أربع فرق برلمانية بمجلس النواب.
وخلال استقبال الوفد من قبل كل من السيدة عائشة لبلق رئيسة المجموعة النيابية التقدم والاشتراكية، والسيد نور الدين مضيان رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية والسيد مصطفى ابراهيمي رئيس فريق العدالة والتنمية إلى جانب الفريق الحركي ممثلا في السيدتين النائبتين فاطمة الزهرة نزيه و حكيمة بل قيساوي، أكد وفد المنتدى على أهمية إدراج هذا الموضوع في الأجندة السياسية لصانعي القرار، واستعجالية التدخل التشريعي لإرساء قواعد أكثر إنصافا في مجال تدبير الأموال المكتسبة وتثمين مساهمة ومجهودات الزوجين في تنمية أموال الأسرة، وخاصة المرأة التي يطالها الحيف في الكثير من الأحيان.
وفي هذا السياق تم إطلاع مختلف الفرق بمسار ترافع المنتدى في الموضوع إنطلاقا من مواكبته الحثيثة، من خلال مراكز الإرشاد الأسري التابعة للمنتدى، لمختلف الإشكالات التي اعترت تطبيق مدونة الأسرة، واستنادا على مختلف الدراسات الرسمية في الموضوع إضافة إلى الدراسة السوسيولوجية التي أنجزها المنتدى سنة 2018 في موضوع تدبير الأموال المكتسبة أثناء الزواج وأثاره الاقتصادية والاجتماعية على المطلقات والأرامل، كما تم تسليط الضوء على أهم توجهات واختيارات المنتدى لتعديل المادة 49 ومايرتبط بها من مواد والتي خلص إليها عبر سلسلة من اللقاءات العلمية، تمت صياغتها في ملتمس تشريعي يجري التحضير لتقديمه لمجلس النواب من خلال لجنة للملتمس .
وتفاعلا مع مقترحات المنتدى ثمنت كل الفرق البرلمانية هذه المبادرة من خلال التأكيد على أهمية إثارة هذا الموضوع كما أعلنت حرصها على تطوير مقاربة منصفة للأسرة وللمجتمع، وعبرت عن استعدادها لمختلف أشكال التعاون من أجل إنجاح المبادرة.
تجدر الإشارة أن هذه اللقاءات تندرج في سياق سلسلة من المقابلات ينظمها المنتدى مع صانعي القرار في موضوع تعديل المادة 49 من المدونة، كما تشكل أرضية تحضيرية قبيل وضع ملتمس تشريعي في الموضوع لدى المؤسسة التشريعية تفعيلا لآليات الديموقراطية التشاركية.
هذا وكان المنتدى قد أطلق هذا المسار الترافعي بندوة صحفية بتاريخ 23 دجنبر2020 تلتها حملة إعلامية رقمية ترويجية تحت شعار "اللي اشركناه بالفضل نتقاسموه بالعدل" بثت خلالها كبسولات تحسيسية تستهدف عموم المواطنات والمواطنين، وتنظيم 4 لقاءات تشاورية موسعة مع خبراء وفاعلين، علاوة على تشكيل لجنة علمية لبلورة التعديلات المقترحة في صيغة تشريعية، وذلك في أفق ترسيخ منظومة قيمية أساسها إنصاف الأسرة.