نظم منتدى الزهراء للمرأة المغربية يومي السبت والأحد 20-21 شتنبر 2014 بالرباط الدورة التكوينية الثالثة حول إستراتيجية وخطط الترافع، أشرف على تأطيرها مجموعة من الأساتذة الخبراء في المجالين القانوني والدستوري وذلك في إطار برامج مشروع صوت المواطنة لدعم المشاركة الحقوقية القوية لتأسيس مجالس ديمقراطية الذي تدعمه المندوبية الوزارية لحقوق الإنسان.
استهلت الدورة بكلمة افتتاحية لنائبة رئيسة المنتدى زكية البقالي رحبت من خلالها بالحضور وذكرت بأهمية هذه الدورة التي تهدف بالأساس إلى تمكين عدد من الأطر الجمعوية من آليات الترافع الحقوقي وطنيا وأمميا.
وقد عرف اليوم الأول من الدورة عرض حول " إستراتيجية الترافع الحقوقي والمدني و آلياته"، قام من خلاله الأستاذ زعزاع عبد المالك بالتعريف بالترافع الذي يعتبر عمل مدني وآلية من آليات العمل الحقوقي والمدني ووسيلة للحماية عن طريق الرصد، والتحري وتقديم الحجج توجه إلى الجهات المحلية أو المركزية من أجل الدفاع عن فكرة، أو مكتسب لتحقيق الصالح العام أو خدمة فئة معينة.
كما وقف الأستاذ على أهمية تحديد أهداف الترافع من خلال معرفة موضوع المرافعة وتحديد الفئة المستهدفة من نشاط المرافعة مع وضع خطة إستراتيجية موثقة للحد من الفوضى والتصرف العشوائي.
وذكر أنه من بين شروط المرافعة الناجحة تمكن الفاعل الاجتماعي المؤهل للترافع من آليات وتقنيات الترافع ومعرفة أنجع الوسائل لتحقيق أهداف ومكتسبات المرافعة، والإلمام باللغة وبآليات الحماية في حقوق الإنسان (كتابة التقارير، الرصد، تصنيف الانتهاكات،..).
وتطرق الأستاذ عبد المالك إلى تقنيات وآليات الترافع التي من أهمها استعمال وسائل الإقناع والاستدلال بالحجج، استعمال الأسلوب اللغوي الدقيق، استعمال تقنية التأثير العاطفي وإثارة الجانب الإنساني، استعمال تقنية الانضباط للدستور والقانون وحقوق الإنسان، لينتقل إلى شرح إستراتيجية الترافع التي اعتبرها الوسائل والأساليب المتبعة للوصول للأهداف، وأكد على ضرورة إعداد قائمة بمواضيع ذات الأولوية في الجمعية للترافع ، ووضع زمن محدد للمرافعة.
كما ذكر الأستاذ بالصعوبات التي تحد من دور الترافع والتي من أهمها إشكال غياب الحرية والديمقراطية، قلة أو غياب الموارد البشرية، الفاعل الاجتماعي الغير المؤهل.

واختتم اليوم الأول من الدورة بورشة تطبيقية قام خلالها المستفيدون بإنجاز مقترحات مذكرات للترافع عن مواضيع شائكة في المجتمع كالعنف الأسري، ارتفاع نسبة الطلاق، ووضعية أطفال الشوارع.
كما خصص اليوم الثاني من الدورة إلى عرض حول "الآليات الأممية لحقوق الإنسان" من تأطير الدكتورة جميلة المصلي ذكرت فيه الدكتورة بأن هناك مقاربتين لحقوق الإنسان مقاربة تقدس حقوق الإنسان وتعتبرها كلها إيجابيات ومقاربة تعتبر حقوق الإنسان فيها شيء من المبالغة.

وتناولت الدكتورة آليات الأمم المتحدة لحماية حقوق الإنسان والتي تنقسم إلى قسمين: الآليات التعاقدية والتي تشمل هيئات المعاهدات والبروتوكولات والاتفاقيات والآليات الغير تعاقدية والتي تشمل الإجراءات الخاصة التي يقوم بها خبراء مستقلون.
وبينت الدكتورة للجمعيات كيفية التفاعل مع هيئات المعاهدات، لتنتقل لعرض الاستعراض الدوري الشامل والذي من خلاله بينت المراحل التي مر منها مجلس حقوق الإنسان، كما وقفت الأستاذة على الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة.
لتختتم الدورة بتسليم شواهد للمستفدين والمستفيدات من الدورة.